أبدت الصحف التركية الصادرة أمس اهتماما كبيرا بالمباحثات التي جرت بين القادة الأوروبيين والوفد التركي المشارك في القمة الأوروبية بباريس برئاسة طيب أردوغان وهي المباحثات التي استمرت لما بعد منتصف الليل وتم الاتفاق في ضوئها على اقتراح ببدء مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي في الثالث من شهر أكتوبر المقبل. وأشارت الصحف التركية الى أنه تقرر أيضا أن يكون الهدف النهائي للمفاوضات هو حصول تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. من جانبها أشارت صحيفة حريت الصادرة أمس الى أن زعماء الاتحاد الأوروبي توصلوا لحل كافة الموضوعات المرتبطة ببدء مفاوضات انضمام تركيا فيما عدا موضوعين أولهما مشكلة الاعتراف التركي بقبرص والثاني التدابير الدائمة لفرض قيود على حرية تنقل المواطنين الأتراك في دول الاتحاد. وأكدت الصحيفة أن محادثات مكثفة سوف تجري بين الوفد التركي والقادة الأوروبيين في محاولة لايجاد حل لهذين الموضوعين بما يجعل اليوم السابع عشر من ديسمبر من أهم أيام التاريخ في تركيا. وأكدت الصحيفة أن مداولات يوم أول من أمس تعني أنه تم الاتفاق على تحديد موعد لبدء مفاوضات انضمام تركيا مقابل أربعة شروط فرضها الاتحاد الأوروبي أولها الاعتراف التركي بقبرص قبل بدء المفاوضات وأن تبدأ المفاوضات مع تركيا بهدف الحصول على العضوية الكاملة لكن هذا لا يعني ضمانة للعضوية التامة لتركيا وأن تكون المفاوضات بسقف زمني مفتوح لكن وحتى اذا ما فشلت تركيا في مرحلة المفاوضات فانها ستكون مرتبطة بالاتحاد الأوروبي لأنه سيتم البحث عن صيغة جديدة أخرى لتركيا. أما الشرط الرابع فيتعلق باتخاذ تدابير دائمة على حرية تنقل الأتراك في دول الاتحاد الأوروبي. وأكدت الصحيفة أن قبرص أصبحت الأن العائق الرئيسي أمام تركيا في المفاوضات الجارية في بروكسل مع القادة الأوروبيين وسوف تستمر المفاوضات بين الجانبين مع تهديد قبرص باستخدام الفيتو في حالة عدم اعتراف تركيا بها حتى اللحظات الأخيرة. وكان متحدث باسم رئيس وزراء اليونان أكد أنه لا يمكن التصديق على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي بدون اعترافها بقبرص.من جانبها أكدت صحيفة جمهوريت أن زعماء الاتحاد الأوروبي حددوا موعد الثالث من شهر أكتوبر المقبل موعدا لبدء مفاوضات انضمام تركيا مع فرض ثلاثة شروط صعبة تشمل الاعتراف بقبرص ووضع تدابير دائمة أمام حرية تنقل الأتراك واختيار طريق ثالث لتركيا في حالة فشلها في المفاوضات. وقالت أن كافة دول الاتحاد الأوروبي تدعم ضرورة توقيع أنقرة على بروتوكول اضافي بحيث تمتد الاتفاقية الخاصة بدول الاتحاد الجمركي لتشمل الدول العشر حديثة الانضمام للاتحاد ومن بينها قبرص بما يعني اعترافا ضمنيا بقبرص. كما تطالب معظم العواصم الأوروبية أردوغان بالادلاء بتصريح سياسي شفهي بهذا الشأن فيما لا تزال مساعي دبلوماسية مكثفة تبذل في بروكسل للوصول لحل وشط بهذا الشأن.من جانبها أكدت صحيفة راديكال أن الاتحاد الأوروبي بتصميمه على موضوع الاعتراف التركي بقبرص اضافة الى جعل أمد المفاوضات مفتوحاً وادرج عبارة اقرار صيغة جديدة أمام تركيا في حالة فشلها في مسيرة المفاوضات يعني أن الاتحاد الأوروبي تجاوز الخطوط الحمراء لتركيا.