ترجمت امس، الخطوة التاريخية التي اتخذت بين لبنان وسورية في شأن اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما، الى خطوة عملية أخرى، إذ سلم السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم العلي اوراق اعتماده الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بعدما كان السفير اللبناني ميشال خوري قدم اوراق اعتماده في السابع من ايار(مايو) الماضي الى الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد الرئيس سليمان على «ان تقديم السفير عبد الكريم اوراق اعتماده يأتي ترجمة عملية لما تم التفاهم عليه في قمة دمشق العام الفائت»، مؤكداً «ان تبادل العلاقات الديبلوماسية تفرضه الأصول والمواثيق الدولية، ولكن العلاقات بين البلدين والشعبين تاريخية وعميقة ومتجذرة وهي تزداد ترسخاً يوماً بعد يوم». وكان السفير السوري الجديد وصل الى قصر بعبدا وأقيم له استقبال رسمي، وقدم اوراق اعتماده كسفير فوق العادة الى الرئيس سليمان في حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ. ورحب سليمان به وتمنى له النجاح في مهمته. وتابع سليمان مع زواره الشأن الاقتصادي مشدداً «على ضرورة الاهتمام به في هذه المرحلة من خلال وضع الورقتين اللتين تم اقرارهما في جلسة مجلس الوزراء موضع التنفيذ، وتتعلق الأولى بالخطوات التي ستقوم بها الحكومة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية، والخطة الجديدة لإنماء المناطق من ضمن مبدأ الإنماء المتوازن، وذلك من خلال العمل على توفير سيولة اضافية بهدف الحد من الانكماش المتوقع واحتواء اي ارتفاع في معدلات التضخم عبر برنامج متكامل لإطلاق الاستثمارات العامة للأعوام 2009-2012». ولفت سليمان الى «اهمية اشراك القطاع الخاص في الإنماء الاقتصادي وتطوير عمل مؤسسة كفالات ودورها في مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويلها، بالإضافة الى تطوير خطة انمائية لكل المناطق». والتقى سليمان وزير الطاقة والمياه الان طابوريان ووزراء الكهرباء المصري حسن احمد يونس، الطاقة والثروة المعدنية الأردني خلدون قطيشات، والطاقة السوري احمد قصي كيالي في حضور مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك. وأكد «اهمية عقد اتفاقات للتكامل الاقتصادي بين الدول العربية وباكورته الربط الكهربائي». وإذ اشار الى «ان هناك نقاط قوة عند بعض الدول ونقاط ضعف عند الأخرى»، اعتبر ان «التكامل يكون بأن يساعد البعض من خلال نقاط قوته في تقوية نقاط ضعف الآخر». وتمنى «ان يؤسس هذا المشروع لمشاريع اخرى تجسد مشروع التكامل العربي الحقيقي». والتقى سليمان رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار وعرضا التطورات الراهنة والأوضاع الاقتصادية وما يجب اتخاذه من خطوات لمواكبة المرحلة المقبلة. وأكد القصار «كل الاستعداد من جانب الهيئات الاقتصادية للمساعدة كقطاع خاص الى جانب القطاع العام في وضع بنود ورقتي مجلس الوزراء المالية موضع التنفيذ لمواكبة الفترة المقبلة». وتابع سليمان مع وزير المال السابق جهاد ازعور الأوضاع المالية والنقدية.