بدا أن التحقيقات في اعتداء مانشستر ليل الإثنين الماضي، أدت إلى إحباط سلسلة اعتداءات أخرى كان يتم التخطيط لها، ومع ملاحقة شبكة متعاونة مع الانتحاري الليبي سلمان عبيدي، تمكنت الشرطة من تنفيذ اعتقالات مهمة وضبط أدلة على المقدار ذاته من الأهمية، مع استمرار البحث عن «الرجل الغامض» الذي ينسق عمليات ارهابيين محتملين في بريطانيا وقد يكون على صلة بشبكة «داعش» الاوروبية. وتبين أن انتحاري مانشستر زار تركيا ودوسلدورف في المانيا قبل ان يعود الى المدينة. (للمزيد) وفي إطار محاولة لطمأنة الجمهور بعد إجراءات استثنائية أثارت مخاوف وتكهنات، قال قائد شرطة مانشستر أيان هوبكنز للصحافيين، إن «الاعتقالات التي قمنا بها مهمة والتفتيش المبدئي لمواقع أظهر أدوات نعتقد أنها مهمة جداً للتحقيق»، مشيراً إلى أن «عمليات التفتيش تستغرق أياماً عدة لتكتمل». وفي وقت ارتفع عدد المعتقلين إلى ثمانية فيما أطلق سراح امرأة بعد استجوابها، تصاعدت التكهنات حول هوية الشخص الذي عمل على تحضير العبوة الناسفة المستخدمة في تفجير مانشستر، بعدما أعرب خبراء عن اعتقادهم بأنها معقدة وشديدة القوة وتحتاج إلى شخص متخصص لإعدادها، لا سيما أن مسامير معدنية زُرعت فيها لإلحاق المقدار الأكبر من الأذى الجسدي. وأتى تقويم الخبراء بعد تسريب صورة لمكان التفجير تظهر جزءاً من العبوة وجهاز التفجير في يد الانتحاري وشظايا منتشرة في المكان، ما استدعى تحذيرات من إمكان وجود مزيد من العبوات من هذا النوع معدة للتفجير. ونقلت صحيفة «ذي إندبندنت» عن مصادر أمنية، أن الأجهزة عثرت على مزيد من المتفجرات كان من المحتمل استخدامها في هجمات لاحقة لتفجير مانشستر، وأوردت أمس أن إحدى العبوات فُجرت بطريقة محكمة وأن أجهزة الأمن قلقة من أن تقوم شبكة عازمة على تنفيذ هجمات أخرى بصنع مزيد من القنابل. وشكل تسريب الصورة ومعطيات حول التحقيق إلى انزعاج شديد لدى الأجهزة البريطانية، ما دفعها إلى وقف تزويد شركائها الأميركيين معلومات، كما دفع رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى إبلاغ شكوى في هذا الشأن إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في بروكسيل أمس. وقال ترامب على الأثر إن التسريبات أمر «مقلق جداً». وخلال البحث عن شبكة متورطة في اعتداء مانشستر، نقلت قناة «سكاي نيوز» عن مصادر في الاستخبارات الألمانية، أن عبيدي زار مدينة دوسلدورف قبل أربعة أيام من هجوم مانشستر، ما يشير إلى وجود رابط اتصال على الأراضي الألمانية سهّل تنسيق الاعتداء، فيما أكد مسؤولون أمنيون أتراك ل «رويترز» أن عبيدي مر عبر إسطنبول في طريقه إلى أوروبا، لكن لا توجد سجلات تدل على سفره إلى سورية. وقال أحد المسؤولين إن عبيدي «سافر أولاً إلى أوروبا ثم إلى دولة ثالثة ثم إلى إسطنبول وعاد بعدها إلى أوروبا». وزاد أن «الدولة الثالثة» لم تكن سورية، ما يشكل إشارة إلى دوسلدورف. وأضاف المسؤول التركي الذي تحدث إلى «رويترز»، أن عبيدي «لم يمض أي وقت في تركيا ولم يكن يحمل تأشيرة خروج أو دخول إلى سورية أو منها». ومع استئناف الحملة الانتخابية في بريطانيا، سعى المواطنون إلى استعادة حياتهم الطبيعية، مع إقامة تجمعات في أنحاء المملكة المتحدة، من بلفاست إلى لندن، تخليداً لذكرى الضحايا ووضعت خلالها أكاليل زهور ودمى وبالونات.