أكدت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد أمس، أن الانتحاري الذي قتل 22 شخصاً بتفجير مانشستر كان معروفاً لدى أجهزة الأمن ولم يتصرف بمفرده على الأرجح. وقالت راد كذلك إن «من المزعج» تسريب مصادر أمنية أميركية معلومات عن التحقيق في التفجير قبل أن تكون الشرطة البريطانية مستعدة لإعلانها. وأفادت الشرطة بأن المهاجم يدعى سلمان العبيدي (22 سنة) وهو من مواليد مانشستر لأبوين من أصل ليبي، ووالده رمضان ضابط سابق انشق عن نظام العقيد القذافي عام 1991 وفر إلى بريطانيا حيث أقام علاقات مع متشددين، ثم عاد إلى ليبيا بعد سقوط النظام في شباط (فبراير) 2011. وقالت راد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «يبدو مرجحاً أنه لم يفعل هذا بمفرده لذا تواصل أجهزة الاستخبارات والشرطة جهودها لضمان حصولنا على كل المعلومات التي تحتاجها للحفاظ على أمننا». وسئلت عن إعلان الأميركيين كثيراً من المعلومات عن العبيدي، وعما إذا كانت ستعيد النظر بعد ذلك في تقديم معلومات إلى دول أخرى، فردت قائلة: «نعم، بصراحة شديدة. أقصد أن الشرطة البريطانية كانت واضحة تماماً في أنها تريد التحكم في تدفق المعلومات من أجل سلامة العمليات وعنصر المفاجأة، لذا فمن المزعج إعلان المعلومات من مصادر أخرى. وقد كنت واضحة تماماً مع أصدقائنا في شأن أن ذلك يجب ألا يحدث مرة أخرى». ورداً على سؤال عما إذا كان العبيدي عاد أخيراً من ليبيا قالت راد: «نعم، أعتقد أن ذلك تأكد. عندما تنتهي هذه العملية نريد أن نبحث خلفيته وكيف أصبح متطرفاً وما هو الدعم الذي ربما حصل عليه». ويتوقع أن يتركز جانب من التحقيقات في اعتداء مانشستر على صلات محتملة للانتحاري في ليبيا حيث تفيد معلومات أنه تلقى تدريبات في معسكر للمتشددين ثم غادر عائداً إلى لندن. في غضون ذلك، واصلت شرطة مانشستر البحث عن شركاء محتملين للانتحاري، وأعلنت أنها ألقت القبض على ثلاثة أشخاص أمس. وانتشر عناصر الجيش في مواقع حساسة في أنحاء بريطانيا أمس، للحيلولة دون وقوع هجمات أخرى، بعد رفع مستوى التهديد إلى أعلى درجاته عقب تفجير مانشستر. وأعلنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن مستوى التحذير حالياً «حرج»، ما يعني أن هجوماً قد يكون وشيكاً. جرحى في حال حرجة وغداة التفجير الانتحاري ما زال عشرات يتلقون العلاج من إصابات. وقال جون روس كبير مسؤولي خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية في منطقة مانشستر الكبرى لقناة «سكاي نيوز»: «نعالج حالياً 64 شخصاً»، بينهم 20 تقريباً يتلقون رعاية للحالات الحرجة أي رعاية طارئة للغاية». وأضاف: «هناك أضرار بالأعضاء الحيوية وإصابات كبيرة في الأطراف وبعض هؤلاء المصابين سيحتاجون إلى رعاية ودعم على المدى البعيد. إنها إصابات لها تأثير شديد». إجراءات فرنسية في باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد محادثات مع كبار مسؤولي الأمن إنه سيطلب من البرلمان تمديد سلطات الطوارئ التي طرحت في عام 2015 لمواجهة تهديد الهجمات الإرهابية بضعة أشهر أخرى، بعد انقضائها في منتصف تموز (يوليو) المقبل. وكانت حال الطوارئ، التي تعطي الشرطة الفرنسية سلطات أوسع في ما يتعلق بإجراءات الاعتقال والتفتيش، فرضت بعد أن قتل مسلحون ومفجرون انتحاريون 130 شخصاً في باريس وحولها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وشددت السلطات الإجراءات حول مهرجان كان للسينما. إلى ذلك، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، إن محققين بريطانيين أبلغوا السلطات الفرنسية أن انتحاري مانشستر قد يكون سافر إلى سورية. وقال كولومب لتلفزيون «بي أف أم»: «لا نعرف سوى ما قاله لنا المحققون البريطانيون، وهو أن شخصاً يحمل الجنسية البريطانية من أصل ليبي تحول فجأة، بعد رحلة إلى ليبيا توجه بعدها إلى سورية على الأرجح، إلى متشدد وقرر تنفيذ هذا الهجوم». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن العبيدي حصل على مساندة من شبكة ما قال كولومب: «هذا غير معروف حتى الآن لكن ربما. على أي حال ثبت أن له صلات مع داعش». وعقد المسؤولون الغربيون مقارنات بين تفجير مانشستر والهجوم على صالة باتاكلان للحفلات في باريس في 2015. ويتوقع أن يكون ملف الإرهاب حاضراً على طاولة القادة المشاركين في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في صقلية يوم الجمعة المقبل، والتي يحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.