أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، بإن الشرطة البريطانية أوقفت إطلاع السلطات الأميركية على معلومات خاصة بالتحقيق في التفجير الانتحاري في مانشستر، خوفاً من أن تعيق التسريبات في وسائل الإعلام الأميركية ملاحقة «صانع قنابل» لا يزال طليقاً. ونفذت الشرطة البريطانية عدداً من التوقيفات بحثاً عن متورطين في تفجير مانشستر، فيما استُنفر خبراء المفرقعات في مانشستر وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً في منطقة هيوم لفحص لفافة أثارت الريبة. ورفع الطوق الأمني بعدما تأكد الخبراء من عدم وجود متفجرات. وواصلت الشرطة ملاحقة مشبوهين ربما ساعدوا انتحاري مانشستر سلمان عبيدي في شن الهجوم الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلاً يوم الإثنين في ختام حفلة غنائية. واعتقلت الشرطة رجلين ما رفع عدد المعتقلين على ذمة التحقيق إلى ثمانية، بعد إطلاق امرأة إثر استجوابها. وفي معلومات غير مؤكدة، نقلت قناة «سكاي نيوز» عن مصادر في الاستخبارات الألمانية، أن عبيدي زار مدينة دوسلدورف قبل أربعة أيام من هجوم مانشستر. يأتي ذلك بعد إعراب محققين عن اعتقادهم بأن عبيدي كان ينتمي إلى شبكة متشددين أوسع نطاقاً، علماً أن تنظيم «داعش» تبنى التفجير ووصف منفذه بأنه من «جنود الخلافة». كذلك نقلت صحيفة «ذي إندبندنت» عن مصادر أمنية، أن أجهزة الأمن عثرت على مزيد من المتفجرات كان من المحتمل استخدامها في هجمات لاحقة لتفجير مانشستر. وأوردت الصحيفة أمس، أنه تم تفجير إحدى العبوات بطريقة محكمة وأن أجهزة الأمن قلقة من أن تقوم شبكة عازمة على تنفيذ هجمات أخرى بصنع مزيد من القنابل. وشاركت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسيل أمس، وناشدت قادةَ دوله الاتحادَ في محاربة الإرهاب من طريق مواجهة أسبابه الجذرية و «انتشار الأيديولوجية السامة، خصوصاً على الإنترنت». وأبلغت ماي الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة، انزعاجها من تسريب مسؤولين أميركيين معلومات عن تفجير مانشستر حصلوا عليها في إطار تبادل المعطيات بين دول شبكة «العيون الخمسة» التي تشمل أيضاً أستراليا وكندا ونيوزيلندا. وعكَس ذلك «غضب» المحققين البريطانيين من تسريب تفاصيل عن التحقيق في تفجير مانشستر، خصوصاً ما يتعلق بهوية الانتحاري وعلاقاته، إضافة إلى صور للضحايا تظهر شظايا المتفجرة، وهو أمر حيوي للمحققين، إذ يعتبر دليلاً على كيفية صنعها وربما الجهة التي زودت صانعها مواد أولية. وأظهرت الصور بقايا قنبلة محتملة وحقيبة كان يضعها الانتحاري على ظهره، فضلاً عن بقع دماء وسط الحطام. وبثت «بي بي سي» أن شرطة مانشستر تأمل في استئناف العلاقة الطبيعية مع الأجهزة الأميركية لكنها مستاءة للغاية في الوقت الحالي. كذلك نقلت «بي بي سي» عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الأجهزة في بريطانيا أحبطت 18 مخططاً إرهابياً منذ 2013، من بينها خمسة عقب هجوم في وسط لندن في آذار (مارس) الماضي. ووقف البريطانيون دقيقة صمت أمس، حداداً على أرواح ضحايا هجوم مانشستر. وتجمع كثيرون في ساحة سانت آن في مانشستر وأماكن أخرى في أنحاء المملكة المتحدة الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي وانضم إليهم ضباط شرطة في مانشستر وفي ساحة ترافالغار سكوير في لندن ومحطة قطارات غلاسكو وفي بلفاست. وأصبحت ساحة سانت آن مركزاً يتوافد عليه كل من يود إظهار التعاطف مع الضحايا ووضع أكاليل الزهور والدمى والبالونات تخليداً لذكراهم. استئناف الحملة الانتخابية وبعد تعليقها بسبب الهجوم، استؤنفت أمس الحملة للانتخابات المقررة في 8 حزيران (يونيو) المقبل، وذلك بمهرجان لحزب «الاستقلال» البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي. وسيستأنف الحزبان الرئيسيان حملاتهما الانتخابية اليوم الجمعة، لكن حزب «الاستقلال» الذي كان دوره حاسماً في نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال إن أفضل رد على الهجوم هو بدء الحملة في أقرب وقت ممكن. ومن المقرر أن تظهر نتائج استطلاعات الرأي خلال الأيام المقبلة مدى تأثير الهجوم على خيارات الناخبين. وقبل هجوم مانشستر، تراجع الفارق الذي كان يتقدم به حزب المحافظين على حزب العمال المعارض إلى النصف خلال أيام قليلة وفق استطلاعات، ما أجبر ماي على التراجع عن خطتها تقليص الإنفاق الحكومي على رعاية المسنين. تراجع عدد المهاجرين إلى بريطانيا لندن – رويترز - أظهرت بيانات رسمية في لندن أمس، أن عدد المهاجرين إلى بريطانيا انخفض عام 2016 إلى أدنى مستوى له في غضون سنتين ونصف السنة، مدفوعاً أساساً بارتفاع عدد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يغادرون البلاد. وأفاد المكتب الوطني البريطاني للإحصاء بأن عدد المهاجرين إلى بريطانيا في العام 2016 بلغ 248 ألف شخص بانخفاض 84 ألفاً عن العام الذي سبقه، وهو أقل رقم يسجل منذ آذار (مارس) 2014. ولعبت المخاوف حيال الهجرة دوراً كبيراً في تحديد اتجاه تصويت البريطانيين في الاستفتاء على مغادرة بلادهم الاتحاد الأوروبي في حزيران (يونيو) الماضي. وكانت الحكومة البريطانية فشلت مراراً في الوفاء بتعهداتها خفض عدد المهاجرين إلى بريطانيا إلى أقل من 100 ألف سنوياً. وأكدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي دعت إلى انتخابات عامة في الثامن من حزيران (يونيو) المقبل، تصميمها على الوفاء بتعهد سلفها بالحد من المستوى السنوي لصافي أعداد المهاجرين إلى أقل من 100 ألف، لكنها لم تضع جدولاً زمنياً لذلك. وأشار المكتب الى ان هذا التغيير يرجع إلى ارتفاع عدد المغادرين للبلاد ومعظمهم من الأوروبيين، إضافة إلى انخفاض عدد الوافدين إلى بريطانيا. وأوضح ان عدد المهاجرين من مواطني الاتحاد الأوروبي انخفض على أساس سنوي بواقع 51 ألفاً إلى 133 ألفاً، بعد انخفاض أعداد الوافدين من ما يسمى تكتل دول الاتحاد الأوروبي الثماني وهي: تشيخيا واستونيا وهنغاريا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وذكر المكتب أن عدد المهاجرين من هذه الدول الثماني انخفض 41 ألفاً ليصل إلى خمسة آلاف، وهو أقل مستوى مسجل منذ انضمام هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004.