أعلنت القاهرة أمس رفضها عرضاً قطرياً للوساطة بين النظام المصري وجماعة «الإخوان المسلمين»، واعتبرته «تدخلاً مرفوضاً» في شؤونها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن بلاده «ترفض أشكال التدخل الخارجي كافة في الشأن الداخلي المصري»، رداً على أسئلة عن تصريحات وزير خارجية قطر خالد العطية عن استعداد بلاده للوساطة بين «الإخوان» والحكومة المصرية «لتحقيق الاستقرار في مصر». وكان وزير الخارجية القطري قال إن بلاده لا تعتبر جماعة «الإخوان» جماعة إرهابية، معتبراً أن «إقصاء مكون كبير من المجتمع في مصر سيؤخر انطلاق البلاد». وأعلن استعداد بلاده للوساطة «إذا طُلب منها ذلك». لكن الناطق المصري اعتبر تصريحات وزير الخارجية القطري «غير مقبولة، وتفتئت على أحكام القضاء وقرارات الحكومة وإقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي ليس هناك مجال للتفاوض (معه) أو القبول بوساطة خارجية للحوار معه». واتهم مسؤول مصري تحدث إلى «الحياة» قطروتركيا بأنهما «تغذيان الفوضى في مصر منذ ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 (التظاهرات التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي) لأسباب تتعلق بانهيار خطط التنظيم الدولي للإخوان». وقال إن «الدوحة لا تتورع عن استخدام السياسة المزدوجة»، لافتاً إلى احتجاج قطر على بيان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أخيراً الرافض للضربات الجوية في شمال العراق «بدعوى حق تركيا في حماية أمنها، فيما تحفظت قطر عن قرار لمجلس الجامعة يؤيد قصف مصر معسكرات تنظيم داعش في ليبيا بعد ذبح عناصر التنظيم 21 مصرياً». وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اعتبر أن بلاده في موقفها من «الإخوان» إنما «تقف مع العدل والحق». وقال لصحافيين قطريين الشهر الماضي إن «قطر كانت وما زالت تدعم خيارات الشعوب، وتدعم تونس بينما رئيسها ليس من الإسلاميين». ولم ترد القاهرة رسمياً آنذاك، لكن مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي شنوا حملة على قطر في مواقع التواصل الاجتماعي.