تحاول القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها، محاصرة فصائل «الجيش الحر» في منطقة بئر القصب بالبادية السورية، بعد تقدمها على مساحات واسعة على حسابها في اليومين الماضيين مدعومة بقوات إيرانية وعراقية للوصول إلى منطقة التنف الحدودية. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها عززت مستويات التنسيق مع روسيا في الأجواء السورية في إطار العمليات الجارية لاستعادة الرقة من «داعش». وقال قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية جيفري هاريغيان أمس أن «قوات التحالف الدولي» في سورية عززت تنسيقها مع موسكو بسبب تكدس المجال الجوي فوق الرقة، بعدما دخلت عملية تحرير المنطقة مرحلتها الرابعة. وواصلت قوات «التحالف» غاراتها على الرقة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارات الجوية أدت أمس إلى مقتل 16 مدنياً، بينهم خمسة أطفال أشقاء مع والدتهم غرب مدينة الرقة في شمال سورية. ومعظم القتلى من النازحين من ريف حمص الشرقي. وأعلنت غرفة عمليات «غضب الفرات» أمس السيطرة على بلدة حمرة الناصر الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شرق الرقة بعد ثلاثة أيام من اشتباكات مستمرة، إضافةً إلى قرية حمرة البلسم جنوب شرقي المدينة. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أحرزت في اليومين الماضيين تقدماً على حساب «داعش»، وسيطرت على قرية بير حمد في الريف الشرقي للرقة. إلى ذلك، أعلنت القوات النظامية مقتل عدد من عناصر «تنظيم داعش»، بينهم من وصفته ب «وزير الحرب» في التنظيم خلال عمليات شرق مدينة حلب شمال سورية. يأتي ذلك فيما أكدت قوات النظام سيطرتها على مطار الجراح العسكري بريف حلب مجدداً. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري رسمي خبر مقتل 13 عنصراً من «داعش»، بينهم «وزير الحرب» أبو مصعب المصري. وقتل المصري بعمليات بدأت يوم 10 أيار (مايو)، لكن المصدر العسكري لم يقل متى وأين قتل بالضبط. وذكر المصدر العسكري السوري أن المصري من بين 13 عنصراً بارزاً في التنظيم قتلوا في عمليات لقوات النظام شرق حلب بينهم عناصر من جنسيات عربية. من جانب آخر، قال التلفزيون الرسمي أن القوات النظامية صدت هجوماً لمسلحي «داعش» على مواقعها على طريق «إثريا - خناصر» في ريف حلب الجنوبي. بينما قال التنظيم أنه قتل 11 من أفراد القوات النظامية بذلك الهجوم. وطريق «إثريا - خناصر» هو خط الإمداد البري الأهم للقوات النظامية الرابط بين مناطق سيطرتها في حلب وريفها نحو تلك الممتدة في وسط سورية وجنوبها. وقبل مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في أول قمة يحضرها لحلف شمال الأطلسي، قال أربعة ديبلوماسيين أوروبيين أن فرنسا وألمانيا ستتفقان على خطة أميركية لكي يضطلع حلف شمال الأطلسي بدور أكبر في المعركة ضد «داعش» خلال اجتماع مع ترامب. وقال أحد الديبلوماسيين المشاركين في المناقشات «حلف شمال الأطلسي كمؤسسة سينضم إلى التحالف... السؤال هو ما إذا كان هذا مجرد تحرك رمزي استجابة للولايات المتحدة. فرنسا وألمانيا تعتقدان ذلك». إلى ذلك، حددت موسكو أولويات تحركها في سورية خلال المرحلة المقبلة، في دفع ملفي «تثبيت الهدنة وصوغ الدستور»، واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «مسار جنيف» لم يعد فعالاً، داعياً إلى «إطلاق نقاش محدد حول الدستور والمستقبل السياسي في جنيف أو في آستانة».