لندن - رويترز - أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية ارتفاع أرباح الشركات البريطانية الى أعلى مستوى في 18 شهراً خلال الربع الثالث من العام الماضي، مدعومة بالقطاع الصناعي ومنتجي النفط. وأوضحت ان معدل العائد الصافي للشركات الخاصة غير المالية، ارتفع من 11.6 في المئة في الفصل السابق، مسجلاً 11.9 في المئة. وزاد صافي معدل العائد للشركات في قطاع الصناعات التحويلية من 7.5 في المئة إلى 8.7 في المئة، بينما تراجع عائد شركات الخدمات من 14.7 في المئة إلى 13.9 في المئة. وارتفعت أرباح الشركات في الجرف القاري البريطاني، حيث صناعة النفط والغاز في الحقول البحرية، من 39 إلى 44.8 في المئة، مسجلة أعلى مستوى منذ الربع الأخير من عام 2008. وأكد وزراء بريطانيون أن الحكومة «ستسرّع جهودها لدعم إنشاء مشاريع جديدة صغيرة ومتوسطة الحجم، مع سعيها إلى تنشيط نمو القطاع الخاص ليساعد في تخفيف آثار الخفض الكبير في الإنفاق العام والخسائر في الوظائف». وتريد الحكومة الائتلافية لحزبي المحافظين والديموقراطيين الأحرار، ان يؤدي برنامج خاص، سيقدم 2000 جنيه استرليني وقروضاً للعاطلين من العمل لبدء مشروعهم، إلى تأسيس نحو 40 ألف شركة جديدة على مدى العامين المقبلين». وتخفض الحكومة إنفاق الوزارات بنحو الخمس على مدى اربع سنوات، للمساعدة في التصدي لعجز قياسي في الموازنة، ويُتوقع أن يترتّب على هذه الخفوضات فقد مئات آلاف الوظائف في القطاع العام، وأن تؤثر سلباً في النمو الاقتصادي. ويرغب وزراء في أن يشهد القطاع الخاص انتعاشاً، ليقود تعافي الاقتصاد على رغم ان خبراء لم يستبعدوا تباطؤ النمو هذا العام بفعل آثار خفض الإنفاق والزيادات في الضرائب. واعتبر وزير العمل البريطاني كريس غريلينغ، أن «اقتصادنا لن يعود إلى مساره، إلا عندما نوجد مناخاً يمكن فيه القطاع الخاص النمو والتطور». وأظهرت بيانات رسمية الشهر الماضي، «زيادة عدد البريطانيين العاطلين من العمل في الأشهر الثلاثة حتى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للمرة الاولى خلال ستة اشهر، أكثر من 2.5 مليون، ما يرفع معدل البطالة إلى 8 في المئة». الطقس السيئ أضر بمبيعات الميلاد الى ذلك، سجلت اثنتان من شركات التجزئة الكبرى في بريطانيا، انخفاضاً في المبيعات في موسم عيد الميلاد، في إشارة إضافية إلى أن الأحوال الجوية السيئة زادت من صعوبة أوضاع المستهلكين خلال أهم فترة إنفاق في السنة. وأشارت «نكست»، ثاني أكبر سلسلة لمتاجر الملابس في بريطانيا بعد «ماركس اند سبنسر»، الى ان مبيعات المتاجر المفتتحة منذ عام على الأقل تراجعت 6.1 في المئة بين الأول من آب (أغطس) و24 كانون الأول (ديسمبر). وأعلنت مجموعة «اتش ام في» لمتاجر اسطوانات الموسيقى والكتب وأقراص دي في دي والألعاب، إن أرباح العام بأكمله ستكون قريبة من الحد الأدنى للتوقعات، وأنها ستجتاز بصعوبة اختباراً لقواعدها المتعلقة بالإقراض في نيسان (أبريل). وسيذكي هذان التقريران، وهما أول ما تصدره شركات التجزئة الكبرى بعد موسم عيد الميلاد، مخاوف من احتمال أن تكون البرودة الشديدة أثنت البريطانيين عن التسوق اضافة الى قلقهم في شأن زيادة الضرائب وخفض الإنفاق العام. وأوضحت «نكست» التي تدير أكثر من 500 متجر في بريطانيا وإرلندا، انها خسرت مبيعات بنحو 22 مليون جنيه استرليني (34 مليون دولار) بسبب الثلوج، أي ما يعادل نحو 2.2 في المئة من مبيعاتها الإجمالية.