بدا أن نقص الوقود، خصوصاً البنزين 95 والديزل، بات سيناريو يتكرر في الرياض في موسم الصيف من كل عام، جراء ارتفاع الطلب، نتيجة زيادة حرق الوقود بسبب تشغيل مكيفات السيارات، واشتكى الكثير من المستهلكين من عدم توافر البنزين 95 في الكثير من المحطات.ويأتي هذا النقص في وقت تعكف وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة أرامكو السعودية على تصميم حملة ضخمة لحث المواطنين والمقيمين على ترشيد استهلاك البنزين والديزل، إثر زيادة الاستهلاك بشكل كبير في ظل الشروع في مشاريع اقتصادية كبرى لم يكن مخططاً لها سابقاً. ويبلغ حجم الإنتاج المحلي من البنزين قرابة 351 ألف برميل يومياً، في حين أن الطلب سجل أكثر من 400 ألف برميل يومياً، ما يعني حدوث عجز بمقدار 49 ألف برميل يومياً، تعوضه «أرامكو» بالاستيراد من الخارج لضمان الحصول على كلفة مثالية، خصوصاً أن المملكة تعد ثالث أرخص بلد في بيع منتجات البنزين بعد إيران وفنزويلا. وقال مدير تسويق إحدى الشركات الكبرى المالكة لعدد من محطات الوقود أبو فيصل إن فترة الصيف من كل عام تشهد نقصاً في الوقود، خصوصاً مع زيادة الطلب، لأن تشغيل مكيفات السيارات يزيد الاستهلاك، ما يسهم في ارتفاع المبيعات. وأضاف ل «الحياة»: «للأسف مع ارتفاع الطلب وزيادة المبيعات نجد أن كميات الوقود التي تزود بها «أرامكو» المحطات كما هي، ولا تواكب زيادة الطلب، ما تسبب في نفاد الكميات المحددة للمحطات في وقت قياسي، ومن ثم الانتظار لأيام عدة حتى تصل الكميات الأخرى، جراء الانتظار في طوابير طويلة في أماكن توزيع الوقود جنوبالرياض». ولفت إلى أنه منذ أكثر من أسبوعين هناك ازدياد في الطلب مع قلة في المعروض من أرامكو، مشيراً إلى أن بعض الشركات الكبرى المختصة ببيع البنزين والديزل تقوم بتقسيم الحمولة الواحدة على أكثر من محطة تابعة لها لتغطي الطلب فيها وتلبية حاجة الزبائن، وقد تظل محطات من دون وقود لأكثر من يوم، ونضطر إلى وضع عبارة عدم وجود وقود، والذي يحملنا الكثير من الخسائر. وذكر أبو فيصل أن هناك تعليمات جديدة وصلت إلينا وهي أنه على شركات نقل الوقود أن تقوم بإرسال حافلاتها إلى المصافي الساعة ال 12 بعد منتصف الليل، داعياً إلى ضرورة الاستعداد لموسم الصيف بتوفير كميات إضافية من الوقود لتلبية الطلب المتزايد. من جهته، أشار أحد ملاك المحطات شاكر الشهري إلى أنه يعاني من نقص في الوقود منذ فترة، نافياً علمه بالجهة المسؤولة عن هذا النقص، مشيراً إلى أنها إما أن تكون شركة أرامكو، أو الموردين الذين يتعامل معهم مباشرة. ولفت إلى أن السيارات تقف في طوابير طويلة وتنتظر طويلاً للحصول على الحمولة. وأضاف أنه بعد هذه الإشكاليات أصبح يتعامل مع موردين كثر لتوفير البنزين المختلف لمحطاته وضمان عدم انقطاعه، «كما أنني أقوم بالطلب منهم قبل ثلاثة أيام من نفاد الوقود من محطاتي، أما في حين طلبت قبل تلك المدة فالمعاناة تستمر كثيراً، وقد انتظر أكثر من يوم من دون الحصول على وقود». وعن أسعار الموردين، قال إن أسعار الموردين الذين أتعامل معهم في العادة ثابتة، لأن أسعار الشراء الذي لا تختلف من وقت إلى آخر، مشيراً إلى أن «أرامكو» توزع حصصاً معينة على الشركات الموردة بحسب طلبها وحجمها وكمياتها، وهو ما ينعكس على الأسعار. من جهته، أشار مدير العمليات في شركة التسهيلات محمد فتح الله إلى تطبيق نظام جديد لتزويد المحطات والناقلات بالوقود، وهو بدء تزويد الناقلات بالوقود من الساعة ال10 مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً، على أن يبدأ تزويد المحطات الخارجية أو الواقعة في أطراف مدينة الرياض من الساعة ال 10 مساء، أما المحطات الواقعة في وسط المدينة فيبدأ تزويدها من الساعة 12 بعد منتصف الليل. وأضاف أن النظام الجديد يحتاج إلى وقت حتى يتعود عليه أصحاب المحطات، خصوصاً الشركات الكبرى التي تمتلك الكثير من المحطات التي تعاني كثيراً من تزويدها بالوقود. ولفت إلى قيام مسؤولين من «أرامكو» بتطمين ملاك المحطات بحل هذه الإشكاليات بعد درسها مع لجنة المحطات في الغرف التجارية للوصول إلى نتيجة إيجابية، موضحاً أن هذه الإشكالية أسهمت في خسائر مادية كبيرة لأصحاب المحطات، كما أنهم أصبحوا يعانون من توقف الكثير من محطاتهم عن العمل جراء نفاد الوقود.