قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع، إن كل السجون التي يُحتجز فيها الأسرى المضربون وأقسام العزل «تحوّلت إلى مستشفيات ميدانية نتيجة التدهور الصحي الخطير على أوضاعهم»، في وقت تناقضت التصريحات الفلسطينية والإسرائيلية إزاء مسألة المفاوضات بين الأسرى ومصلحة السجون. وأوضح قراقع أن عدداً كبيراً من الأسرى نقل إلى مستشفيات مدنية بسبب خطورة حالته، موضحاً أنه بعد 38 يوماً من الإضراب المتواصل «بدأ الأسرى يصارعون الموت»، محذراً من «سقوط شهداء في صفوفهم». واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها «تهدف إلى إيقاع ضحايا في صفوف المضربين، مستهترة بحياتهم وصحتهم وكل الجهود الدولية والفلسطينية المبذولة من أجل الاستجابة لمطالبهم العادلة». ووصف وضع الأسرى بأنه «خطير جداً ومأسوي، ويتعرضون إلى كارثة جماعية غير مسبوقة على يد حكومة الاحتلال»، محذراً من أنه «إذا حدث أي شيء لأي أسير، فما من أحد يمكنه السيطرة على غضب الشعب الفلسطيني». وأكد قراقع أن الحكومة الإسرائيلية «لا تزال ترفض التفاوض مع قيادة الإضراب ومع (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب) مروان البرغوثي، وتشترط وقف الإضراب قبل التفاوض على مطالبهم، ولا تزال تبطش بالمعتقلين المضربين وتمارس الضغوط وسياسة الإذلال والانهاك ومحاصرتهم». من جهة أخرى، قال قراقع إن الجهود الفلسطينية «لا تزال مستمرة مع الجانب الإسرائيلي من أجل وقف المأساة الجارية في السجون والاستجابة لمطالب المعتقلين، وأن طاقماً فلسطينياً مكلفاً من الرئيس محمود عباس يواصل العمل على إيجاد حل عادل وسريع لقضيتهم». من جهتها، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن «مصلحة السجون الإسرائيلية تُجري محادثات مع ممثلي المضربين عن الطعام بهدف إنهاء الإضراب». ونقل الموقع الإلكتروني للصحيفة عن مسؤول رفيع في مصلحة السجون قوله، إن «المصلحة على قناعة بإمكان التوصل إلى تفاهمات مع ممثلي الأسرى المضربين تنهي الإضراب خلال الأيام القليلة المقبلة». وأضاف المصدر أن «القضية المركزية التي لا تزال موضوع نقاش هي الزيارات العائلية، وستجد حلها قريباً بموافقة مصلحة السجون على رفع وتيرة لقاءات الأسرى بعائلاتهم، لكن ليس في شكل كبير وجوهري». ونسب الموقع إلى المصدر قوله، إن «592 أسيراً فلسطينياً مضرباً عن الطعام نقلوا خلال الساعات ال24 الماضية إلى مراكز طبية أقيمت داخل السجون للتأكد من حالتهم الصحية». بدورها، وصفت اللجنة الإعلامية لإضراب «الحرية والكرامة» الوضع الصحي للأسرى المضربين في سجن «إيشل» بأنه «خطير ومقلق، إذ تعاني غالبية الأسرى من هبوط حاد في الوزن وضغط الدم، وتتقيأ وتتبول الدم، كما أصيب عدد منهم بأمراض جلدية». ونقل محامي هيئة الأسرى يوسف نصاصرة الذي تمكن من زيارة الأسير أمجد أبو لطيفة المضرب عن الطعام منذ 38 يوماً قوله، إن «إدارة السجن حولت أحد أقسامه إلى مستشفى ميداني في ظل تدهور الوضع الصحي للمضربين وإصابة عدد منهم بحالات إغماء وتشنجات، فيما نقلت خلال اليومين الماضيين 10 أسرى آخرين إلى مستشفى سوروكا». وأشار أبو لطيفة إلى أن إدارة السجن «تتعامل بهمجية مع الأسرى المضربين، في عمليات التفتيش المتواصلة يومياً والنقل الجماعي»، مؤكداً أن «معنويات الأسرى عالية وهم مصرون على مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم المشروعة». في هذه الأثناء، عبّرت «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان» في غزة عن «قلقها الشديد لتدهور صحة الأسرى والمعتقلين المضربين». وحملت في بيان «دولة الاحتلال ممثلة بوكلائها العسكريين والمدنيين على حد سواء، المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام». وحضت الدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقات جنيف الثالثة والرابعة على «الضغط على دولة الاحتلال للقيام بواجباتها القانونية لضمان احترامها لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». مسيرة في غزة إلى ذلك، شارك الآلاف من قيادات «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وأنصارها في مسيرة جماهيرية في مدينة غزة أمس دعماً للأسرى المضربين، انطلقت من ميدان فلسطين وسط غزة وصولاً إلى خيمة التضامن مع الأسرى المقامة في ساحة السرايا غرب المدينة. ورفع المشاركون في المسيرة أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها «معكم حتى النصر». وقال عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية»، مسؤول إعلامها في قطاع غزة هاني الثوابتة خلال المسيرة موجهاً حديثه إلى الأسرى: «إننا معكم وخلفكم في معركتكم حتى تحقيق مطالبكم العادلة». وطالب ب «توحيد جميع الجهود الرسمية وغير الرسمية من أجل نصرة قضية الأسرى على كل الصعد، وفي مقدمها استمرار الاشتباك مع قوات الاحتلال في مناطق التماس، واستمرار المسيرات والاعتصامات في الوطن والشتات دعماً وإسناداً للأسرى في معركتهم». وأكد «ضرورة مواصلة النضال السياسي في المحافل الدولية على طريق نقل ملف الأسرى والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب في حقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال عليها». ودعا الثوابتة إلى «تعزيز مقاطعة الاحتلال ومحاصرة سفاراته في العالم، واستمرار الاعتصام أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتوجيه رسائل غضب واحتجاج على تواطئها على قضية الأسرى المضربين عن الطعام».