سافر أمس وفد من رئاسة الجمهورية المصرية إلى الرياض للإعداد لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي سيشارك في القمة العربية- الإسلامية- الأميركية، المقرر عقدها غداً. وضم الوفد عدداً من كبار المسؤولين. وكان الرئيس تسلم دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور القمة خلال استقباله وزير الخدمة المدنية السعودي عصام بن سعيد، كما تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتأكيد مشاركته. وقال مصدر مطلع على ملف العلاقات المصرية- الأميركية إن القمة «غير مسبوقة» لجهة مستوى المشاركة فيها، والمواضيع التي تناقشها، وأيضاً توقيت انعقادها، لافتاً إلى أن «مصر تنتظر منها ترسيخ الحضور العربي في ملفات المنطقة المشتعلة، وأن يأخذ العرب زمام المبادرة لخلق دور فاعل للقوى الحية المعتدلة لتهدئة بؤر التوتر التي اشتعلت في السنوات الماضية». وأوضح أن «أهم الملفات المطروحة حالياً هو ملف الإرهاب وتصديره، وضرورة التوصل إلى مقاربة شاملة للتعامل مع هذا التحدي، تشمل أيضاً الأطراف الداعمة للجماعات الإرهابية في المنطقة، سياسياً أو مالياً، فضلاً عن أن القمة ستوفر الفرصة لمناقشة تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لأن استمرار إهدار حقوق الفلسطينيين أحد مسببات العنف والتطرف». إلى ذلك، قالت الكاتبة المتخصصة في العلاقات المصرية- الأميركية هالة مصطفى إن قرار ترامب زيارة المملكة العربية السعودية «ترجمة عملية لسياسة جديدة، تشير إلى أن استراتيجية واشنطن في المنطقة ستكون ركيزتها السعودية ومصر والأردن، في إحياء للمحور القديم الذي كان فاعلاً أيام الرئيس بوش الأب إبان تحرير الكويت، وهو المحور الذي اهتز في عهد بوش الابن وانتهى تقريباً في عهد باراك أوباما». وأضافت: «نحن أمام إحياء هذا المحور، أو إعادة السياسة الأميركية إلى سابق عهدها، بالاعتماد على السعودية في ظل إعلان إيران أكبر داعم للإرهاب، وهذا يعني أن هناك هدفاً وتحدياً مشتركاً بين أميركا والسعودية سيعيد التحالف القديم إلى سابق عهده»، لافتة إلى أن هذا التوجه «يختلف عن توجهات أوباما الذي أبرم اتفاقاً تاريحياً مع إيران يعكس استراتيجية تقوم على التوازن بين القوتين أو القيادتين السنية والشيعية». وقالت: «تلك القمة تؤكد أن السعودية سيكون لها دور أكبر في الفترة المقبلة سواء في الحرب على الإرهاب أو التسويات المنتظرة في كل ملفات المنطقة».