يخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية 4 مرشحين، لكن المنافسة تنحصر عملياً بالرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني وسادن العتبة الرضوية في مدينة مشهد إبراهيم رئيسي. روحاني رجل دين متوسط الرتبة، وُلد عام 1948 في كنف أسرة متدينة، وشارك في الاحتجاجات المناهضة للشاه واعتُقل مرات في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته. غادر إيران عام 1977 وانضم إلى الإمام الخميني في منفاه الفرنسي، ثم عاد إلى بلاده بعد انتصار الثورة عام 1979، وتولى مناصب رسمية مهمة، بينها رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي ل16 سنة، ومثّل المرشد علي خامنئي في المجلس. كما كان نائباً لرئيس مجلس الشورى (البرلمان). تولى مركزاً قيادياً في القوات المسلحة خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980- 1988)، وهو عضو في مجلسَي الخبراء وتشخيص مصلحة النظام. قاد المفاوضات مع الترويكا الأوروبية في شأن الملف النووي الإيراني، بين عامَي 2003 و2005، علماً أن الأصوليين اعتبروا انه انتهج سياسة ليّنة. استقال بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً عام 2005، وتفرّغ لعمله في مجلس البحوث الاستراتيجية الذي يرأسه منذ العام 1992. نال روحاني شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة في غلاسكو أواخر تسعينات القرن العشرين، ويُعتبر من أبرز المقربين للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني. ينتهج سياسة براغماتية، وهو محسوب على المعتدلين، لكنه جذب أيضاً الإصلاحيين، بخطاب سياسي حاد ضد الأصوليين، علماً أنه كسر محرمات خلال الحملة الانتخابية، موجهاً انتقادات عنيفة للقضاء ول «الحرس الثوري»، ومندداً بالذين «يقطعون ألسنة ويخيطون شفاهاً، ويتحدثون عن حرية التعبير والانتقاد». رئيسي أيضاً رجل دين متوسط الرتبة، يُعتبر مقرباً من خامنئي الذي عيّنه عام 2016 مسؤولاً عن «آستان قدس رضوي»، وهي مؤسسة نافذة تشرف على مقام الإمام الرضا في مدينة مشهد، وتملك شركات كثيرة ويُقدر مدخولها سنوياً ببلايين الدولارات. وُلد عام 1960 في كنف عائلة متدينة في مشهد، مثل خامنئي، وكان نائباً لرئيس القضاء طيلة عقد، قبل تعيينه مدعياً عاماً عام 2014. وهو عضو في مجلس الخبراء، ورئيس لمحكمة رجال الدين، ويعتبره بعضهم خليفة محتملاً للمرشد. بقي رئيسي غالباً بعيداً من السياسة، لكنه دعم، بوصفه نائباً لرئيس القضاء، حملة القمع التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، وأيّد إخضاع الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية منذ العام 2011، معتبراً أن النظام تصرّف ب «رحمة» معهما. أحيا ترشّح رئيسي ذكريات إعدام النظام آلافاً من المعارضين في سجن إيفين عام 1988، إذ كان عضواً في «لجنة الموت» التي أشرفت على ذلك. وأصدرت محكمة رجال الدين أخيراً حكماً لم يُنفذ، بالسجن 21 سنة على نجل رجل الدين المنشق الراحل حسين علي منتظري، بعد نشره تسجيلاً صوتياً لوالده وهو ينتقد أعضاء اللجنة، بينهم رئيسي، خلال لقائهم.