أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشغيل محطة الطاقة الشمسية التي شُيّدت حديثاً في مخيم الأزرق للاجئين السوريين في الأردن، والذي تموّله حملة «حياة أكثر إشراقاً من أجل اللاجئين» التي نظمتها مؤسسة «إيكيا». وستوفّر المحطة الكهرباء جزئياً إلى سكان المخيم الذين عاشوا لمدة عامين ونصف العام من دونها، وستساهم في تحقيق استراتيجية الطاقة الوطنية الأردنية لاقتصاد أخضر بحلول عام 2020. وستؤمن الكهرباء بقدرة 2 ميغاواط ل 20 ألف لاجئ سوري يسكنون في نحو 5 آلاف مأوى داخل مخيم الأزرق. وستغطي حاجات الطاقة في القريتين المتصلتين بالشبكة الوطنية بأسعار معقولة ومستدامة. إذ ستتمكّن كل عائلة الآن من توصيل الثلاجة والتلفاز والمروحة، إضافة إلى الإنارة داخل المأوى وإمكان شحن هواتفهم، وهو أمر مهم للاجئين للبقاء على اتصال مع أقاربهم في الخارج. وكان مخيم الأزرق افتُتح في نيسان (أبريل) عام 2014 ويقع في منطقة صحراوية شمال الأردن. وكان النقص في الكهرباء أحد التحديات الرئيسة التي يواجهها سكانه، ما يجعل النشاطات اليومية صعبة. وساعد إدخال الكهرباء في كانون الثاني (يناير) الماضي، في التصدي لهذه التحديات وتحسين معيشة سكان المخيم. وتُعتبر محطة الطاقة الشمسية في مخيم الأزرق الأولى من نوعها في العالم، لجهة تواجدها في مخيم للاجئين، وفي الأردن تحديداً، حيث تكون كلفة الكهرباء مرتفعة. وستسمح محطة الطاقة الشمسية للمفوضية بتأمين الكهرباء لسكان مخيم الأزرق مجاناً، وستوفّر الدعم واستثماره في مساعدات أخرى. وسينتج من محطة الطاقة الشمسية ما قيمته 1.5 مليون دولار سنوياً وفي شكل فوري، وستخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2370 طن سنوياً. واستحدثت محطة الطاقة الشمسية في مخيم الأزرق فرص عمل ومصدر دخل لأكثر من 50 لاجئاً، ممن تلقوا تدريباً ووُظفوا للمساعدة في بناء محطة الطاقة الشمسية، بإشراف شركة الطاقة الشمسية الأردنية «مستقبل» التي تولت الأعمال في الموقع. وسيكون بعض هؤلاء اللاجئين مسؤولاً أيضاً عن أعمال الصيانة والتشغيل مستقبلاً. واعتبرت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس، أن «إضاءة المخيم ليست إنجازاً رمزياً فحسب، بل توفر بيئة أكثر أماناً لجميع سكانه، ويتيح فرصاً لكسب دخل للعيش ويعطي الأطفال فرصة للدراسة بعد غروب الشمس». وأكدت أن ذلك «سيسمح أيضاً لجميع سكان المخيم عيش حياة أكثر كرامة». وأوضحت أن «الشراكة بين مؤسسة «إيكيا» ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، أثبتت كيف يمكن تبني التكنولوجية الحديثة والابتكار والإنسانية لمساعدة اللاجئين». وموّلت كلفة محطة الطاقة الشمسية مؤسسة «إيكيا» من خلال حملة «أكثر إشراقاً لحياة اللاجئين»، وبلغت 8.75 مليون يورو، إذ جُمع مبلغ 30.8 مليون يورو لمشاريع المفوضية من خلال هذه المؤسسة، التي تبرعت بمبلغ يورو في مقابل كل مصباح ضوئي LED، بيع خلال فترة الحملة لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين لجلب الطاقة المتجددة من أجل تعليم اللاجئين. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة «ايكيا» بير هيغينز، «تشير المحطة الشمسية الأولى في العالم في مخيم اللاجئين، إلى تحول نموذجي في كيفية دعم القطاع الإنساني للنازحين واللاجئين». ويُعّد توفير مصادر الطاقة المتجددة للاجئين والمجتمعات المضيفة، إحدى أولويات المفوضية على الصعيد العالمي.