تجاوز سعوديون حاجز الخجل من مشكلتهم مع التلعثم خلال الكلام (التأتأة)، وسجلوا تجاربهم في مقاطع انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، مبرزين قضيتهم، التي يبدو أن عدداً كبيراً يشاركهم فيها، في ظل انتشار مراكز علاج التأتأة في أماكن متفرقة. ودفع المتأتأون في وسم «أنا متأتي» الذي اطلقوه في «تويتر»، رواد الموقع إلى المشاركة معهم بشكل فعال، وحصدوا ردود فعل إيجابية، وبث «المتأتأون» مقاطع فيديو وهم يتحدثون، ليتشاركوا مع نظرائهم تجاربهم من التأتأه بشكل إيجابي وسلبي على حدٍ سواء. وقال فرحان الدوسري مؤسس الوسم في تغريدات على حسابه حول المبادرة: «تسجيلك للفيديو واعترافك بالمشكلة هو أول الطريق للعلاج والتحكم بها. وتوعية المجتمع بوجود فئة لديها اضطراب في سلاسة الكلام مهم جداً». واضاف «تشجيع الآخرين للاعتراف بمشاكلهم ومواجهتها وتنمية الوعي الأسري بهذه المشكلة مهم جداً لأحتواء الأطفال المتأتأيين وعلاجهم مبكراً». وكتب أحدهم في تغريدة «أنا متأتئ لست كائناً غريباً، ولست كائناً للسخرية، أنا إنسان لدي مشاعر وأحاسيس، والتأتأة ليست شيء نخفيه، وسنجاهر به، ولن أجعل نفسي تحت الظلال». ودون آخر «ولدت بهذه التأتأة وكانت مزعجة لحد أنني لا أريد أن اتحدث أمام أحد، لكن الشكر لله ثم لوالدي ووالدتي على محاولتهم تشجيعي على الكلام دائماً». وتابع «نصيحته (والده) أثمرت نتائجها مع الوقت، اختفت تماماً عند الحديث وأنا مرتاح». وشهد الوسم تفاعلاً من مشاهير موقع «تويتر»، فيما اعلن أحد البنوك السعودية عن مشاركته في التوعية بالتأتأة. وانهالت عشرات مقاطع الفيديو على الوسم من مختلف البلدان بينها مشاركات لمتأتأين من دول عربية عرضوا تجاربهم مع التأتأه وتبادلوا النصائح مع الآخرين حول الطريقة المثلى للتعامل مع التأتأة، فيما دون عبدالله القحطاني بأن «نسبة تقبل التأتأة زادت عند المجتمع، وإن شاء الله تزيد أكثر وأكثر». بدوره، قال الباحث في التلعثم علي الدوسري ل«الحياة» إن هناك ثلاث مشاكل تواجه المتلعثمين، وهي «تقبل المجتمع وهذا أهم التحديات التي يواجهها المتلعثم، وصعوبة الحصول على وظيفة مع أنهم اذكياء ولديهم إمكانات، إضافة إلى المعلم والأسرة وعدم فهمهم كيفية التعامل مع المتلعثم». وأشار الدوسري حول مشاركة المتلعثمين في الوسم «التعاون بين المتلعثمين أنفسهم سواء في الوسم أو غيره من البرنامج هو نقل الوعي للمتلعثم نفسه، وهذا هو المهم وجعلت هناك تقبل للمتلعثم في المجتمع لم نكن نجدها قبل ثلاث سنوات»، مضيفاً أنه «ما زلنا نحاول من خلال هذه البرامج مساعدة المتلعثم والمجتمع في هذا المجال حتى يصل الى كل إنسان لأننا نحن المسؤولين عن ذلك». وتشكل مرحلة الطفولة بداية المرض السلوكي الذي يمر به الطفل أثناء التعبير بالكلام، فيما يتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة لكن جزءاً منهم يستمر معه ظهور هذه الوقفات والتكرارات حتى عمر خمس إلى ست سنوات، وربما تزيد حدة وشدة المشكلة، ما يؤكد ضرورة مراجعة اختصاصي تخاطب لعلاج المشكلة من بدايتها حتى لا تلازم التأتأة الطفل حتى مراحل متقدمة من عمره. فيما لا يعني ملازمة التأتأة للشخص في مراحل متقدمة من عمرة إنها لا تعالج.