وصف عدد من الاختصاصيين روشتة علاج لتأتأة الأطفال وصعوبات النطق لديهم، موضحين أن من الأسباب مشكلات نفسية ناجمة من العنف الذي يتعرضون له أو يشاهدونه في المنزل بين الوالدين. وطالبوا بمنح الصغار الثقة خلال حديثهم حتى لو أخطأوا مع تدريبهم وتشجيعهم بتوفير جو من الحوار الإيجابي معهم. وبين المستشار في إمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي الشمري أن التأتأة أو التلعثم لدى الأطفال يأتي نتيجة أسباب نفسية أو عضوية أو بيئية، مشيرا إلى أن المشكلات النفسية تحدث نتيجة سوء التعامل من قبل الأبوين للطفل خصوصا في عمر 5-8 سنوات، ما يصيبه بالقلق والاضطرابات والخوف، وتنجم عن ذلك التأتأة والتلعثم. وذكر أن الأمان النفسي أهم عامل وعلاج لهذه المشكلة مع إعطاء الطفل أريحية في الحديث دون خوف أو قلق، محذرا من أن تؤدي التأتاة في الكبر إلى الخرس الزوجي. وأفاد المرشد التربوي والمهتم بالعلاقات الاسرية والتربوية يوسف الدهمشي أن غالبية مشاكل النطق تحدث للأطفال ما بين الثانية والسابعة من العمر، لافتا إلى أن من أسباب التلعثم العنف ضد الطفل إما بالضرب أو الصراخ عليه، المشاكل الأسرية بين الزوجين أو ضرب الأب للأم بمرأى الطفل، إجبار الطفل على تعلم الكلام قبل اكتمال طور المرحلة، مقارنة الطفل بغيره من الأقران ممن لديهم قدرة لفظية تفوق أعمارهم. وسرد من اسباب مشاكل النطق لدى الأطفال العيش في واقع إلكتروني، بجلوس الطفل لساعات طويلة أمام التلفاز ثم الأجهزة الذكية دون التفاعل مع الأقران والأهل، وبهذا ينعدم التواصل اللفظي مع المجتمع المحيط الفعلي، فتظهر مشاكل النطق والتأتأة، عدم قدرة الطفل على التنفيس الانفعالي وإبداء مخاوفه للوالدين، فيلجأ الطفل لكتمان هذه المشاعر فتظهر مشاكل النطق مع الكثير من المشكلات السلوكية الأخرى كمص الأصبع وشد الشعر وتقليم الأظافر والتبول اللا إرادي. وقدم الدهمشي عددا من الحلول للتأتأة منها عرض الطفل على مختص، ليصف له البرنامج العلاجي المناسب، معرفة سبب التأتأة والعمر الذي ظهرت فيه، الإيمان الجازم بسهولة تخطي هذه الصعوبات بإذن الله، تحفيز وتشجيع الطفل على تجاوز هذه المشكلة، عدم السخرية من الطفل، ترك المجال له ليتحدث ببطء مع عدم مقاطعته، أن يقدر المعلم الفروق الفردية بين الطلاب في سن المدرسة ويضع طرق التدريس المتنوعة، خلق جو من الحوار الإيجابي مع الطفل، إبعاد الطفل عن جو المشاحنات والخلافات الأسرية. وبين الاخصائي النفسي بالادارة العامة لسجن الدمام سعيد العبكري أن علماء النفس الطفولة يولون الوالدين بالغ الأهمية والتركيز في تربية أبنائهم فالأساس والقاعدة في السنوات الخمس الأولى من العمر في اعتقادهم، مبينا أن تعمد إسكاتهم، والاعتقاد بعدم أهمية رأيهم ومقاطعتهم تدخل الصغار في مرحلة صراع نفسي (أتكلم أو لا أتكلم) في مرحلة من الحيرة والتردد والانطلاق بالحديث من العدم. واتفقت الاخصائية النفسية عبير عاشور مع سابقيها موضحة أن من أبرز الاسباب النفسية لمشكلة التلعثم هي تعرض الطفل لصدمة نفسية أو عاطفية مثل انفصال الوالدين أو وفاة أحدهما أو الانتقال من منزل لآخر وغيرها، مطالبة الأهل بتدريب الاطفال على الحديث بهدوء من خلال مشاهدة فيديو لطفل في مستوى سنة يتكلم وبشكل جديد مع تشجيعه بكلمات تدعيمية (أنت طفل رائع، أنت طفل ناجح).