توفيت صباح أمس شابة فلسطينية من قرية بلعين قرب رام الله في الضفة الغربية إثر تعرضها للغاز المسيل للدموع اثناء مشاركتها في التظاهرة التي أُجريت في القرية ظهر أول من أمس. وكانت الشابة جواهر أبو رحمة (37 عاماً) نقلت الى مستشفى رام الله عقب تعرضها مع العشرات من المتظاهرين للغاز الخانق، وتوفيت بعد ساعات من محاولات الأطباء وقف التدهور في حالتها الصحية. وقال الطبيب الذي أشرف على علاجها إن إصابتها كانت شديدة، وتركزت في الرئتين، ما أدى الى وفاتها. وكان شقيق جواهر الشاب باسم ابو رحمة توفي قبل عامين نتيجة تعرضه للغاز الخانق في تظاهرة مماثلة أُجريت في القرية احتجاجاً على بناء الجدار على أرضها. وأوضح اطباء ان الغاز الذي اطلقه الجنود الاسرائيليون على المتظاهرين في بلعين أول من امس كان من النوع الخانق الذي يصيب الاعصاب. وتشهد قرية بلعين منذ عام 2004 تظاهرة اسبوعية عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على بناء الجدار. وتحولت التظاهرة الى مركز للنضال الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان. وطالب الأمين العام للمبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي بإطلاق حملة دولية من اجل الضغط على اسرائيل لوقف اطلاق قنابل الغاز «المركزة» على المتظاهرين والتي تسببت بقتل مواطنة ابو رحمة. ودعا المواطنين والأطباء لتوثيق هذه الحالات والجرائم لمحاكمة اسرائيل وملاحقتها دولياً. السلطة تعتبر مقتلها «جريمة حرب اسرائيلية» ودانت السلطة الفلسطينية مقتل الفلسطينية، واعتبرتها «جريمة حرب إسرائيلية» ضد مدنيين عزل. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «ندين بشدة هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية بلعين ضد تظاهرات سلمية وضد النضال الشعبي السلمي». وأضاف: «تأتي هذه الجريمة في سياق جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل». وطالب «العالم أمام هذه الجرائم المستمرة النظر بأقصى سرعة في انطباق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 لحماية المدنيين زمن الحرب». كما دان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في اتصال من لندن «هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد تظاهرات سلمية»، معتبراً انه «اعتداء على القانون الدولي وحقوق الإنسان». وقال: «نحمّل حكومة بنيامين نتانياهو المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني من خلال مواصلة القتل والاستيطان والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصاً في القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية».