قالت «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» استناداً إلى شهادات ناجين وصلوا إلى إيطاليا إن حوالى 20 مهاجراً يخشى أن يكونوا لقوا حتفهم غرقاً في البحر المتوسط السبت الماضي أثناء محاولتهم عبوره إلى أوروبا. وقالت الناطقة باسم المفوضية كارلوتا سامي إنه تم العثور على جثث سبعة أشخاص أثناء عمليات إنقاذ جرت السبت، لكن ناجين نقلوا إلى تراباني في صقلية أشاروا إلى فقد 13 شخصاً آخرين في البحر. وأوضحت سامي: «عندما شاهدوا رجال الإنقاذ قادمين حدث بعض الهياج على الأرجح، بعض الأشخاص الموجودين على ظهر القارب ربما كانوا في حالة سيئة بالفعل. أبلغنا الناجون أن أشخاصاً تعرضوا إلى السحق والاختناق، وبعد ذلك انتهى فيهم المطاف في المياه». وقالت إن من بين الأشخاص المفقودين طفلاً ونساء من نيجيريا ورجالاً من ساحل العاج، وربما آخرين من بنغلاديش. ويعد الحادث الذي وقع على أقصر طريق من أفريقيا إلى أوروبا الأحدث ضمن سلسلة حوادث تقول «المنظمة الدولية للهجرة» إنها قتلت أكثر من 1200 شخص حتى الآن هذا العام. ونجح أكثر من 45 ألف شخص في العبور، وهو ما يزيد بنسبة 40 في المئة عن الفترة نفسها من العام 2016. إلى ذلك، سلمت إيطاليا خفر السواحل الليبي أمس (الإثنين) أربعة زوارق دورية جرى تجديدها بهدف تعزيز جهود ليبيا لمنع تهريب البشر، غير أن هذا الدعم أثار قلق منظمات إنسانية تدير سفناً للإنقاذ قرب الساحل الليبي. ووعدت إيطاليا والاتحاد الأوروبي في شباط (فبراير) بإنفاق ملايين اليورو لمساعدة حكومة طرابلس على تطوير أسطول حراسة السواحل، ودرب الاتحاد الأوروبي حوالى 90 من أفراد الطواقم. وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي وهو يقدم الزوارق للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة إن «هؤلاء مسؤولون وبحارة مؤهلون وقادرون من الآن فصاعداً على المساعدة في عملية مزدوجة، الأولى هي السيطرة على المياه الليبية وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرار هذا البلد». وأضاف: «الثانية هي الإسهام مع الدول الأوروبية الأخرى وإيطاليا في تأمين وسط البحر المتوسط من خلال القدرة على التدخل لمواجهة مهربي البشر والقيام بعمليات وقائية ضد الإرهاب». وأوضح أنه سيتم تسليم ستة زوارق أخرى بعد تجديدها في الأسابيع المقبلة. لكن مسؤولين ليبيين يقولون إنهم في حاجة إلى عتاد أكثر بكثير بخلاف الزوارق التي تسلمها إليهم إيطاليا والتي ليس من بينها أي قطع جديدة. وحشر مهربون مئات آلاف المهاجرين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا في زوارق غير آمنة خلال السنوات الأربع الماضية، ولقي آلاف حتفهم خلال تلك الرحلات. وتقول منظمات إنسانية إن خفر السواحل الليبي عرض أطقم الإنقاذ والمهاجرين للخطر في مرات عدة، ولا تخشى تلك المنظمات على سلامة أفرادها فقط وإنما أيضاً على سلامة المهاجرين الذين تقطعت فيهم السبل في ليبيا. وتبحر سفن المساعدات الخاصة عادة في المياه الدولية على بعد حوالى 20 ميلاً قبالة ساحل ليبيا، وهي بلد تملك فيه الفصائل المسلحة وشبكات التهريب نفوذاً أقوى من السلطات. ويتم نقل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم إلى إيطاليا لأن ليبيا «لا تعتبر مأوىً آمناً». لكن تعزيز قدرات حرس السواحل الليبي يعني أنه سيتم إعادة مزيد من اللاجئين والمهاجرين إلى ليبيا. وتقول منظمات إنسانية إن حرس السواحل الليبي في البحر يمكن أن يشكل تهديداً لطواقم الإنقاذ ويعرض المهاجرين للخطر أيضاً. وكان أحدث تلك الوقائع الأسبوع الماضي عندما انطلق زورق لخفر السواحل سريعاً ليمر بالكاد من أمام مقدمة سفينة انقاذ تابعة إلى مؤسسة «سي ووتش» التي رصدت قارباً للمهاجرين وكانت في طريقها للمساعدة. واعترض الليبيون سبيل حوالى 500 مهاجر وأعادوهم إلى ليبيا. وعلى متن سفينة الانقاذ «أكويريوس» التي تنشط حالياً قبالة الساحل الليبي يقوم الطاقم بتدريبات تحسباً للطوارئ. وإذا اقترب زورق لخفر السواحل أو زورق غير معلوم الهوية من دون اتصال بأجهزة اللاسلكي تدوي صفارات الإنذار ويهرع الطاقم إلى غرفة آمنة. وليس خفر السواحل المسلح فقط ما يثير قلق سفن الإنقاذ، وإنما أيضاً زيادة المعاناة التي يلقاها المهاجرون. إذ أُرسل من تمت إعادتهم إلى ليبيا الأسبوع الماضي إلى مركز احتجاز في طرابلس. وقالت أنيماري لوف من منظمة «أطباء بلا حدود» التي تدير السفينة «أكويريوس» بالاشتراك مع منظمة «إس أو إس ميديتريني»: «تلك مستودعات بشرية ممتلئة عن آخرها بالناس... مثل علب السردين»، وزارت لوف مراكز احتجاز ليبيا الشهر الماضي.