استكملت القوات النظامية السورية سيطرتها أمس على حي القابون الدمشقي، بعدما نقلت عشرات الحافلات أكثر من ألفين من المعارضين وأفراد عائلاتهم نحو شمال البلاد، في نكسة للفصائل التي فقدت أحد خطوط الدفاع الأساسية المتبقية حول معقلها في الغوطة الشرقية. وجاء ذلك فيما نجح تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي- العربي، بدعم من قوات خاصة أميركية، في الوصول إلى مسافة 4 كيلومترات فقط من مدينة الرقة، في مؤشر إلى اقتراب معركة طرد التنظيم من «عاصمته» في شمال شرقي سورية. وأتت هذه التطورات عشية انعقاد جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف برعاية الأممالمتحدة. وشدد رياض حجاب، منسق «الهيئة العليا للمفاوضات»، على ضرورة الوصول إلى «حل سياسي» للأزمة السورية، متهماً مجلس الأمن بالعجز عن القيام بدوره في هذا المجال. وكان الملف السوري محور محادثات على هامش قمة «طريق الحرير» («حزام واحد وطريق واحد») في بكين، إذ أفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف في نتائج اجتماع «آستانة 4»، الذي أثمر اتفاقاً حول مناطق «خفض التصعيد» الأربع، كما بحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأزمة السورية في استكمال لقمة سوتشي بينهما قبل أيام. وجاءت مشاورات بوتين- أردوغان عشية لقاء الأخير مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، في قمة تأتي في ظل خلاف على تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية. واحتجت أنقرة على مد الأميركيين «الوحدات» الكردية بأسلحة متطورة، لكن واشنطن رفضت التراجع، مؤكدة رهانها على دور الأكراد في طرد «داعش» من الرقة. وأشارت قناة «روسيا اليوم» إلى أن بوتين عزف على البيانو لحن أغنيتين كلاسيكيتين من الحقبة السوفياتية قبيل اجتماعه بنظيره الصيني شي جين بينغ في قصر ضيافة في بكين، موضحة أن الأغنية الأولى كانت «نوافذ موسكو» أما الثانية فكانت «مدينة على أمواج نيفا». على صعيد آخر، حل حزب البعث الحاكم في سورية «القيادة القومية» وأعلن تشكيل «مجلس قومي» بديل لها، في ختام مؤتمر استثنائي انعقد بعد انقطاع دام 37 سنة في دمشق. وأوردت «روسيا اليوم» توقعات بأن يرأس المجلس القومي الجديد وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله. ولوحظ أن عبدالله الأحمر، الأمين العام المساعد لحزب البعث، افتتح المؤتمر بشكر «أعضاء القيادة القومية السابقين» مؤكداً «ضرورة» انعقاد المؤتمر الحالي «لأن القيادة فقدت أكثر من ثلثي أعضائها والمؤتمر لم ينعقد منذ عام 1980». واعتبر «أن القيادات الحزبية (البعثية) في الأقطار العربية لم تكن على المستوى المطلوب في مواجهة الأزمات التي اجتاحت الوطن العربي في العراق وسورية واليمن وفلسطين». وعشية جولة مفاوضات جنيف التي تبدأ الثلثاء، دعت «هيئة التفاوض العليا» التابعة للمعارضة إلى «حل سياسي يُنهي المأساة» في سورية.