أكدت موسكو أن «نظام وقف النار في سورية مستقر» على رغم وقوع «خروقات محدودة» لم تنعكس على التزام الأطراف باتفاق آستانة الذي نص على إقامة أربع مناطق ل «تخفيف التصعيد» بضمانة روسية وتركية وإيرانية. ورصدت وزارة الدفاع الروسية الحصيلة اليومية لعمليات الرقابة على وقف النار، وأفادت في بيان بأن «مجموعات المراقبة» التابعة للبلدان الضامنة وقف النار، رصدت 11 خرقاً بينها 8 سجلها مراقبون روس، و3 انتهاكات سجلها مراقبون أتراك. وتمثلت الخروقات في «رمايات بطريقة عشوائية من الأسلحة التقليدية» وقعت غالبيتها في «مناطق تحت سيطرة تنظيمي جبهة النصرة وداعش». وأشاد البيان العسكري بما وصفه «إجماع كل الأطراف على أن نظام وقف النار مستقر». وزاد أن عسكريين روساً يواصلون إجراء محادثات في عدد من البلدات السورية للانضمام إلى نظام وقف النار، لافتاً إلى أن المحادثات جارية في محافظات حلب وحمص ودمشق حماة والقنيطرة، موضحاً أن «عدد المجموعات المسلحة التي أعلنت قبولها تنفيذ شروط وقف النار بلغ 218 في حين أن 1495 مدينة وبلدة سورية انضمت إلى نظام الهدنة حتى الآن». وفي السياق الميداني، انتقدت وزارة الدفاع الروسية «استمرار وقوع مدنيين جراء ضربات ينفذها طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن». ولفتت مصادر روسية إلى أن قصفاً لطيران التحالف في محيط دير الزور أسفر الجمعة، عن وقوع خمسة مدنيين. مذكراً بأن طيران التحالف شن قبل يومين غارة على موقع في ريف الرقة أسفرت عن مقتل 11 مدنياً. إلى ذلك، أعلنت موسكو أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ناقش هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، مسألة توسيع نطاق نظام وقف النار في سورية. وكانت موسكو أعلنت أنها ترحب بمشاركة أردنية وأميركية واسعة لتعزيز نظام وقف النار جنوب سورية. وتجنبت الخارجية الروسية أمس، التعليق على تصريحات المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا حول احتمال توصل موسكووواشنطن إلى «مدخل مشترك يوحد رؤيتي البلدين لإنشاء مناطق آمنة في سورية». وقال ديبلوماسي روسي رداً على سؤال «الحياة» في هذا الموضوع إن «النقاشات الروسية– الأميركية متواصلة، وواشنطن أعلنت تأييدها مبادرة موسكو لإنشاء مناطق تقليص التصعيد، ونحن ما زلنا نأمل بدور أميركي إيجابي لتثبيت وقف النار والمشاركة في عمليات المراقبة على الهدنة». وكان دي ميستورا قال في مقابلة صحافية إنه «لا يستبعد أن تتوصل موسكووواشنطن إلى مدخل مشترك لإقامة مناطق آمنة في سورية». ولفت إلى أن «الفكرة الروسية تقوم على إنشاء أربع مناطق غرب البلاد، بينما تتحدث واشنطن عن منطقتين ولا أستبعد أن يوحد الطرفان الفكرتين لتعزيز مبادرة إنشاء مناطق آمنة». وزاد المبعوث الدولي أن ثلاثة عناصر تدفعه إلى التفاؤل بتقارب وجهتي نظر موسكووواشنطن على هذا الصعيد هي: «المستوى العالي للاتصالات الجارية بين رؤساء روسيا والولايات المتحدة وتركيا، وبلورة نص متفق عليه في آستانة (مذكرة إنشاء المناطق الأربع) وحقيقة أن كل الأطراف تدرك أنه لا بديل عن تخفيف التوتر وتثبيت وقف النار». وفي السياق، لفت بيان أصدرته الخارجية، إلى أن موسكو «تواصل إجراء مشاورات نشطة مع أطراف دولية لإيفاد مفتشين دوليين إلى قاعدة الشعيرات السورية» التي تعرضت لهجوم صاروخي أميركي قبل أسابيع. وأشارت إلى «تقدم على هذا المسار». وعلى رغم ذلك، انتقد البيان الروسي بقوة «أطرافاً غربية ما زالت تسعى لعرقلة تحقيق دولي جدي في موضوع الهجوم الكيماوي على خان شيخون»، واتهمتها بأنها «تفعل كل ما بوسعها لمنع إطلاق تحقيق موسع لأنها ليست مقتنعة بالادعاءات التي تحمل دمشق المسؤولية عن الهجوم». سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف سيرأس الوفد الروسي إلى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة بين 16 و18 من الشهر الجاري. خروقات من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن وقف إطلاق النار استكمل يومه السابع على التوالي، ضمن مناطق «تخفيف التصعيد»، والممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشقالشرقيةوالجنوب السوري. وأضاف أنه «سجل مزيداً من الخروقات حيث قصفت قوات النظام مناطق في قرية عيون حسين الواقعة في الريف الشمالي لحمص، بينما قصفت قوات النظام بقذائف الهاون أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، في حين قصفت الطائرات الحربية صباح اليوم (أمس) مناطق في قرية الوازعية بريف حمص الشمالي الشرقي». كما جددت الطائرات الحربية قصفها مستهدفة أماكن في منطقة مغر المير الواقعة في الريف الغربي لدمشق، بحسب «المرصد»، وأشار إلى أن قوات النظام «قصفت مناطق في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في حين استشهد رجل نتيجة إصابته برصاص قناصة قوات النظام في أطراف بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية، كما تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقتي الضهر الأسود والزيات، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال». وقصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة المحمدية بالغوطة الشرقية بقذيفة هاون، فيما تعرضت مناطق في أطراف بلدة بيت نايم قبل قليل لقصف من قوات النظام، بثلاث قذائف مدفعية، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة مغر المير في ريف دمشق الغربي، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في مزارع بلدة بيت جن بريف دمشقالجنوبي الغربي. وسمع دوي انفجارات في ريف اللاذقية الشمالي، ناجم عن استهداف الفصائل تمركزات لقوات النظام في منطقة كنسبا بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بحسب «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «قصف الفصائل الإسلامية بصواريخ غراد تمركزات لقوات النظام في قمة النبي يونس ومحيط منطقة صلنفة بريف اللاذقية الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، أيضاً سقطت عدة قذائف على مناطق في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، ما أدى إلى أضرار مادية».