عكس سفراء كل من السعودية وسورية وإيران تمسكهم بالمسعى السعودي - السوري لحل الأزمة في لبنان. وفي حين رأى السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أن «المسعى سيكون له دور إيجابي في تجاوز لبنان هذه المرحلة»، شدد السفيران السعودي علي بن عواض عسيري والسوري علي عبدالكريم علي على دور اللبنانيين في نجاح المبادرة. وأشاد عسيري في حديث إلى محطة «أم تي في» امس، بالجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لإعادة إحياء طاولة الحوار، مؤكداً أن «المساعي السورية - السعودية مستمرة». وقال إن «المبادرة يجب أن تكون من صنع اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «المطلوب من حزب الله وسائر الفرقاء العودة إلى طاولة الحوار داخل الأبواب وليس خارجها»، لافتاً إلى أن السعودية «لا تتدخل في المحكمة الدولية». وأوضح السفير السوري خلال زيارته وزير الخارجية علي الشامي امس أن المسعى السعودي- السوري «مرهون بالجهد اللبناني»، وقال: «نرجو أن يكون هذا العام مجالاً لتلاقي الآراء لتحصين الوحدة الوطنية والخروج من أي انقسامات لما فيه خير لبنان، ونرجو كل الخير له». ورأى أن الخطوة الأميركية بتعيين سفير أميركي في دمشق «كان يجب أن تكون منذ فترة غير قصيرة، ونرجو أن تكون ضمن تصويب السياسة الأميركية تجاه المنطقة ككل، ومراجعة علاقتها بالمنطقة بعيداً من الانحياز أو الاستقواء بالمواقف التي يجب أن تكون قرأتها الولاياتالمتحدة من منظور مصالحها». وعما يشاع عن أن الاتفاق السعودي-السوري اصبح جاهزاً، رد علي: «نتفاءل خيراً إن شاء الله، وهذا يترتب على جهد الفرقاء اللبنانيين وتعاونهم وحوارهم في ما بينهم». وعما إذا كان يتوقعه مطلع العام الجديد، أجاب: «هذا مرهون بالجهد اللبناني». الى ذلك، جدد السفير الإيراني خلال زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة أمس، ترحيب بلاده بالمسعي السعودي - السوري «وأي مسعى آخر يساعد لبنان على تجاوز هذه المرحلة الصعبة»، آملاً بأن «يصل هذا المسعى إلى جدوى في أسرع زمن ممكن». وأكد أن «لا أحد يعرف تفاصيل هذا المسعى، لكن الشيء الأهم الذي نتابعه ونشهده في الإعلام أن هذا المسعى سيكون له دور إيجابي في تجاوز لبنان هذه المرحلة». وأشار أبادي إلى انه قدم لعودة تهنئة إيران «في رحاب السنة الميلادية الجديدة وأعياد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام». صفير قلق من هجرة المسيحيين وزار أبادي أيضاً البطريرك الماروني نصر الله صفير مهنئاً إياه بالأعياد. وكان صفير أبدى خلال استقباله أعضاء مجلس «الرابطة المارونية» برئاسة رئيس الرابطة جوزف طربيه امس قلقه من «تزايد هجرة المسيحيين في المنطقة». وقال: «لقد هاجر أكثر من مليون مسيحي المنطقة بحثاً عن الأمان والاستقرار والهدوء»، مضيفاً: «على رغم ذلك لا يزال لبنان يتمتع بحد أدنى من الهدوء والوضع مقبول». وقال صفير أمام «مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية» برئاسة محمود شاهين: «لبنان على رغم مساحته الصغيرة، هو رسالة حضارية وانسانية في المنطقة»، لافتاً الى ان «هناك 18 طائفة في لبنان، فإذا أخذت كل واحدة لنفسها موقعاً فلا يعود لبنان»، آملاً في أن «تحمل السنة الجديدة السلام والوئام الى لبنان والمنطقة». واستقبل صفير المدير العام لمؤسسة «فارس» وليام مجلي، الذي نقل اليه تهاني عصام فارس بالأعياد، وتمنياته بمزيد من الاطمئنان والازدهار على الصعيد الوطني، وبنجاح الجهود والمساعي المبذولة على هذا الصعيد. وحمّل صفير مجلي تحياته الى فارس، واصفاً إياه بأنه «مساهم بامتياز في تدعيم الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي بين جميع اللبنانيين، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تتطلب منهم جميعاً تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها».