تبادل المرشحان إلى الرئاسة الإيرانية إسحاق جهانغيري (النائب الحالي للرئيس) ومحمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران، اتهامات قاسية أمس، في المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين المرشحين الستة والتي تركزت علي القضايا الاقتصادية. وسجلت استطلاعات الرأي تصدر الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني نتيجة المناظرة باعتباره الأكثر قبولاً وإقناعاً. وفي سابقة قلما شهدت مثلها الساحة الإيرانية، تراشق قاليباف وجهانغيري اتهامات بالكذب وتلفيق المعلومات، فيما اتهم المرشح ابراهيم رئيسي روحاني بالتقاعس في تنفيذ الأعمال الحكومية خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه «نشط في تدشين المشاريع خلال الحملة الانتخابية». وهذه المناظرة الثالثة والأخيرة قبل الانتخابات يوم الجمعة المقبل، يفترض أن يحسم الناخبون بنتيجتها مواقفهم من برامج المرشحين الستة، وهم روحاني وجهانغيري وقاليباف ورئيسي، إضافة إلى الوزير السابق مصطفي هاشمي طبا وعضو اللجنة المركزية لحزب «المؤتلفة» مصطفي مير سليم. وفي آخر استطلاع أجراه «المركز العربي للدراسات الإيرانية» ومقره طهران، ظهر أن نسبة المترددين في اختيار مرشحهم انخفض من 40 في المئة بداية الأسبوع الماضي إلي 29 في المئة أول من أمس، ما يشير إلي أن الناخبين بدأو باختيار مرشحيهم بعد الحملات الانتخابية، فيما تقدم روحاني علي منافسيه بنسبة تأييد بلغت 29 في المئة وحصل رئيسي على النسبة ذاتها في مقابل 12 في المئة لقاليباف. ومرة أخري، ظهر جهانغيري مهاجماً بعنف المرشحين الأصوليين الثلاثة رئيسي وقاليباف ومير سليم واتهمهم بعدم تقديم برامج واضحة وشفافة، كما اتهم رئيسي الذي كان معاوناً لرئيس الجهاز القضائي بعدم ملاحقة «عصابات تهريب الأموال» والتي تملك، كما قال الأخير، 114 مرفأ لتهريب البضائع. واتهم جهانغيري قاليباف بتقديم معلومات خاطئة في ما يتعلق بفساد في بلدية طهران ومصرف «شهر» الذي تمتلكه، معتبراً أن حجم تهريب البضائع انخفض في حكومة روحاني إلي 12 بليون دولار، بعدما كان 25 بليوناً في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد المحسوب على الأصوليين. أما قاليباف الذي صمد أمام هجوم جهانغيري فكرر الكلام عن سيطرة 4 في المئة من «مصاصي الدماء» علي مقدرات 96 في المئة من المواطنين الذين «لا حول لهم ولا قوة»، لافتاً إلي أن سلوك حكومة روحاني مهد لتهريب بضائع وسمح لوزرائها بالعمل الخاص علي حساب العمل العام، ورأى أن «الشجرة التي لم تعط ثماراً خلال أربع سنوات فلا أمل فيها». وأشار إلى 7 ملايين عاطل من العمل وتهرب ضريبي نسبته 40 في المئة، وكرر وعوده بإيجاد 5 ملايين فرصة عمل وتنمية القري والأرياف، وإقامة ورش عمل في كل المناطق لزيادة الإنتاج. واتهم روحاني وجهانغيري بالإثراء غير المشروع والاستفادة من الإمكانات الحكومية. أما روحاني فبدا أكثر هدوءاً، ورفض اقتراحاً لإجراء مناظرة مع أحمدي نجاد، قدمه رئيسي، معتبراً أن الأخير «أفضل» من يمثل أحمدي نجاد كونه استعان بمسؤولين من عهد الرئيس السابق لقيادة حملتة الانتخابية. واتهم الرئيس المنتهية ولايته رئيسي بجهل قوانين البلاد والتطورات وفقدان الأخلاق وعدم توخي الدقة في توجيه اتهام بالإثراء غير المشروع إلى حسين فريدون شقيق الرئيس. وبدا رئيسي ضعيفاً في مداخلاته وردوده، ولم يظهر بمستوي جدير بمنافسة روحاني ولو انسحب قاليباف لمصلحته. واتهم روحاني قاليباف بعدم التزام الأخلاق والموضوعية، وشكك بالأرقام التي قدمها، ووعود الأخير بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 26 في المئة. وفي ختام المناظرة وعد روحاني برفع كل العقوبات عن إيران، نتيجة إبرام حكومته الاتفاق النووي مع الغرب.