استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في الرياض المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، وذلك في إطار جولة ولد الشيخ في المنطقة. كما بحث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني مع ولد الشيخ تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن، في وقت اعتبر مسؤول يمني كبير خطف المساعدات الإنسانية من جانب ميليشيات الحوثي جريمة إرهابية يجب التصدي لها دولياً، وقال إن المواطنين في المحافظات المحاصرة لم يعد في وسعهم تحمل المزيد من إرهاب الحوثي. إلى ذلك، أكد الزياني خلال الاجتماع مع ولد الشيخ دعم دول مجلس التعاون ومساندتها الجهود الحثيثة التي يبذلها، وشدد الزياني، بحسب وكالة الأنباء السعودية، على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وإعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى جميع أرجاء اليمن، داعياً إلى مضاعفة الجهود الإنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية والحاجات الضرورية للشعب اليمني من أجل تخفيف معاناته في ظل الظروف القاسية التي يعيشها. في الجانب الإنساني، قال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، إن الحوثيين يخطفون ويحتجزون قوافل الإغاثة، كما استحدثوا منافذ جمركية عند مداخل العاصمة صنعاء، ودعا إلى اعتبار هذه الأعمال جرائم إرهابية. وأشار فتح خلال لقائه محافظ صنعاء عبدالقوي شريف إلى أن الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات على المحافظات المحاصرة وسيطرتها على مؤسسات الدولة ونهب المال العام، زادت من تردي الوضع الإنساني والصحي في شكل كبير وتنذر بكارثة إنسانية. وأوضح أن اللجنة ناقشت مع المنظمات الأممية البحث عن حلول وبدائل لإيصال مساعدات الإغاثة إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات، مشيراً إلى أنها قامت باختطاف عدد كبير من القوافل والمساعدات الإغاثية المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي من طريق المنظمات الأممية. وناقش فتح مع المحافظ تنسيق جهود الإغاثة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في المحافظة، مؤكداً أن اللجنة العليا للإغاثة تعمل على التنسيق مع كل المانحين لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كل محافظات اليمن ومنها محافظة صنعاء. مشيداً بدور دول مجلس التعاون التي تقدم مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب اليمني. وأشار إلى أن اللجنة العليا للإغاثة تقوم بجهود كبيرة للتنسيق مع كل المنظمات الدولية والمنظمات المحلية لإيصال المساعدات إلى صنعاء. وطالب الوزير فتح المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بفرض ضغوط على الميليشيات الانقلابية للسماح بإيصال المساعدات إلى المحاصرين والمحتاجين في صنعاء وعدد من المحافظات، والعمل على إيصال المساعدات الطبية والعقاقير الخاصة بمرض الكوليرا، واحتوائه قبل انتشاره على نطاق واسع. ميدانياً، نقلت قناة «العربية» عن مراسلها في اليمن أن القوات السعودية المشتركة أنهت معركة شرسة مع ميليشيات الحوثيين صباح أمس قبالة منطقة جازان. وذكرت أن مدفعية القوات السعودية بمشاركة فرق راجلة من وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية وبمساندة من طيران التحالف، تصدت لهجوم كبير من قبل ميليشيات الحوثي قبالة قريتي الدفينة والقرن الواقعتين على الشريط الحدودي السعودي في جازان. وأكدت مصادر عسكرية مقتل ما لا يقل عن 40 عنصراً حوثياً مع قيادي بارز كان يقود الهجوم. من جهة أخرى، قال أمس عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق (رويترز) إن قادة عسكريين وسياسيين وقبليين بارزين شكلوا مجلساً جديداً يسعى لانفصال جنوب اليمن. وأعلن الزبيدي ذلك في خطاب تلفزيوني وقد ظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة التي تعرضت قواتها للهزيمة على يد قوات الشمال في 1994 ما أدى إلى تحقيق وحدة الشطرين. وقال الزبيدي إنه تم تشكيل «قيادة سياسية جنوبية عليا تسمى هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي» تحت رئاسته ستدير وتمثل جنوب اليمن. وأضاف: «يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني في المنطقة والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب».