بغداد، الموصل - رويترز، أ ف ب - قُتل أربعة من رجال الشرطة، أحدهم قائد فوج برتبة مقدم، في هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين اقتحموا صباح أمس مقر الفوج في مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، وفجروا أحزمتهم الناسفة. وأكدت مصادر في الشرطة أن المهاجمين الثلاثة فجروا ستراتهم الناسفة في غرفة المقدم شامل أحمد عكله الذي يترأس الفوج في منطقة باب سنجار غرب الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى وآخر معاقل تنظيم «القاعدة» في مناطق الحضر في العراق. وقتلت الشرطة مهاجماً انتحارياً رابعاً قبل أن يتمكن من اقتحام الغرفة. وقال الشرطي أحمد محمود إنه سمع وزميله إطلاق نيران في حدود الساعة السادسة صباحاً، وحملا مسدسيهما وحين فتحا الباب رأيا بعض الرجال الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء يدخلون مكتب القائد القريب من مكتبهما. وأضاف: «فجأة حصل انفجار ضخم جداً داخل غرفة قائد الفوج وانهار كل شيء من حولنا. كنت مصدوماً ولم أشعر بأي شيء». ورجح أن يكون عكله استهدف بسبب الحملة التي شنها على «القاعدة». وقال مصدر في الشرطة إن هجمات سابقة استهدفت الضابط المغدور وإنه نجا من محاولة لاغتياله العام الماضي. وكان عكله تولى قيادة عملية لملاحقة عناصر في التنظيم في غرب الموصل الأسبوع الماضي قُتل خلالها أحد قادة «القاعدة». ونفذت قوات الأمن عمليات خلال الأيام الماضية لملاحقة التنظيم في نينوى. وأعلنت هذا الشهر أن «وحدة خاصة فككت الواجهة الإعلامية لتنظيم القاعدة في العراق، وتدعى مؤسسة الفرقان، في عملية نوعية هي الأولى من نوعها خلال الحرب على هذا التنظيم»، مشيرة إلى أن «قوة أمنية تمكنت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي من قتل أبو صهيب السعودي (25 سنة) واسمه عبدالعزيز عاتك صالح، وهو يدير المواقع الإلكترونية التابعة للقاعدة». وأشارت إلى أن «العملية نفذت في حي القادسية شرق الموصل». وخلال جنازة الضابط التي شيعت بعد ساعات من الانفجار، اتسمت الأجواء بالتحدي. وانضمت 30 سيارة للشرطة، بينها سيارات همفي عسكرية، إلى الموكب لدفن القائد. وأطلق رجال شرطة أعيرة نارية في الهواء لنحو نصف ساعة للتعبير عن غضبهم. وقال أحمد الجبوري (60 سنة) وهو والد الضابط القتيل: «أعرف لماذا قتلوه... لأنه تمكن من كسر عظم القاعدة في الموصل، لكننا لن نستكين ولن نستسلم... العجلة ستبقى تدور. يجب القضاء على هذه الحشرات الضارة الذين يتخذون من الإسلام غطاء لهم لقتل الأبرياء». تسليم معسكر بوكا إلى ذلك، سلمت القوات الأميركية في العراق أمس معسكر بوكا إلى سلطات محافظة البصرة الجنوبية على أن يتحول إلى مركز تجاري للأعمال واستيراد البضائع. وقال محافظ البصرة شلتاغ عبود: «إنه يوم سعيد للعراق لما يمثله من استعادة الدولة أراضيها»، مشيراً إلى أن عملية الاستلام «تمت بشفافية... وسيتذكر الشعب العراقي الأميركيين». وأضاف: «سنحول هذا المكان إلى منطقة استثمار تساهم في تطوير البصرة». وأعلنت شركة الخليج الشمالي لوسائل الإعلام أنها «ستجعل من هذا المكان منفذاً تجارياً لدخول العراق، نظراً إلى موقعه حيث يبعد عن ميناء أم قصر نحو كيلومتر ونصف وعن الحدود الكويتية 15 كلم». وأشارت إلى أنها ستبني «مركزاً تجارياً للأعمال واستيراد البضائع لأن ميناء أم قصر لا يضم مخازن كبيرة... وسنقوم ببناء مرافق سياحية ومطاعم درجة أولى، عملنا هو التحضير والتسهيلات والبناء». وقدرت كلفة المشروع بنحو 450 مليون دولار. وشيدت القوات البريطانية المعتقل العام 2003 باسم «فريدي» قبل أن ينتقل إلى سيطرة القوات الأميركية العام 2004 التي أطلقت عليه تسميه بوكا تيمناً بضابط لقي حتفه خلال اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وكان يعمل في الدفاع المدني. وأغلق المعتقل أبوابه في 17 أيلول 2009 ليتحول بعدها إلى مركز عمليات لإسناد ميناء أم قصر ونقطة استراحة المركبات المتجهة إلى الكويت وأماكن أخرى. وتبلغ مساحة المعسكر أكثر من مئة هكتار، وكان عدد نزلائه نحو 150 ألف شخص بين محتجز ومعتقل من كل المحافظات العراقية بين العامين 2003 و2009. ووقع محافظ البصرة وضابط أميركي رفيع على عملية انتقال مسؤولية المعسكر، وبعدها تم تنزيل العلم الأميركي لرفع العلم العراقي. وشهد هذا المعتقل تمرداً كبيراً في 31 كانون الثاني (يناير) 2005، مع ثلاثة معتقلات أخرى، أدى إلى مقتل أربعة معتقلين بعدما فتح أحد الجنود الأميركيين النار على حشد منهم. وبلغ عدد المعتقلين في بوكا 22 ألفاً حداً أقصى، خصوصاً إبان تطبيق عملية «فرض القانون» التي وجهت ضربة قاسية إلى تنظيم «القاعدة» مطلع العام 2007. وفي المعتقل محطة لتكرير المياه ومصنع للثلج.