أكد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ أنه لا توجد لدى الوزارة أو الدولة وظيفة بمسمى «داعية»، أو وظائف رسمية لنساء داعيات، مبيناً أن جميع الوظائف المشغولة بالوزارة للرجال ولم تستحدث وظائف داعيات لنساء، إلا أنه أقر بوجود داعيات من النساء متعاونات فقط. فيما أشار في رده على عضو مجلس شورى إلى أن بناء مساجد جديدة يخضع لتوفير الموازنات الخاصة ولمد وجزر بحسب الموازنة، لكن بناءها غير متوقف نهائياً، موضحاً أن بعض المحافظات الكبيرة قد تكون أشبه بمدن لا يوجد فيها مآذن مرفوعة للصلاة، ضارباً مثلاً بذلك محافظة القنفذة، في الوقت الذي دعت فيه عضو الشورى الدكتورة فاطمة القرني فاعلي الخير إلى القيام بأعمال خيرية بديلة عن المساجد كالمستوصفات والنوادي الاجتماعية أو السكن الخيري، مؤكدة أن بعض المناطق اكتظت بالمساجد حتى أصبح بعضها مهجوراً. في حين حاول وزير الشؤون الإسلامية في إجابته عن أول سؤال حول خطب الجمعة التي استغلها الخطباء لتمرير أفكارهم المتطرفة والفتاوى الشاذة التي تظهر بين فترة وأخرى، في إفهام المجلس بأن الأفكار المتباينة تعد من طبيعة بناء الإنسان ممثلاً بوجود تباين في الأفكار في أعضاء مجلس الشورى أنفسهم، إلا أن رئيس المجلس الشيخ عبدالله آل الشيخ، قطع حديثه ليوضح بأن التباين في الآراء في مجلس الشورى مطلوب، ولذلك تم اختيارهم حتى يصلوا إلى فكر يناسب جميع الأطراف، مشيراً إلى أن الخطباء والدعاة موظفون ولا يقبل منهم التباين، ليرد الوزير قائلاً: «أبشروا». وفي ما يختص بالخطب والفتاوى الشاذة، أوضح أن رفع مهارات الخطيب مسألة ليست سهلة فالوزارة تتعامل مع 90 ألف مسجد ولكل مسجد إمام، فضلاً عن 17 ألف جامع ولكل جامع خطيب، مشيراً إلى أن الوزارة استطاعت خلال 15 عاماً تقييد مفاهيم وأولويات والخطباء. وأجاب الوزير عن مطالبات الأعضاء بتقييم أداء الخطباء، قائلاً: «إن الخطباء يخضعون لاختبارات ومقابلات شخصية دقيقة، ونتابع ما يرد من وسائل التواصل الاجتماعي من ملاحظات على الخطباء، وقد يستبدل الخطيب ويطوى قيده، علماً بأن الأخطاء في الخطابة في تناقص شديد، وصلت الآن إلى مخالفة أو اثنتين في أسبوع». وأكد أن الوزارة حاولت معالجة الفتاوى الشاذة التي لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية ولا مع القواعد العلمية أو حتى لا تتفق مع شيمة العرب وقيمهم، مشيراً إلى أن البعض ليسوا من منسوبيها وليس خطباء أو أئمة قد يكونون بلا وظائف أو يعملون في جهات أخرى، وبين أن الوزارة تقوم باستدعائهم ومنعهم، فيما أشار إلى حديث الرسول الكريم: «من قال فسد الناس فهو أفسدهم»، إذ إن اختيار الخطباء على من يحفز الناس لا من يعيرهم أو يهينهم ويحبط المجتمع، فصحيح بعض الخطباء أخطأوا في قواعد العقل والشرع وتلفظوا بألفاظ مشينة سواء في المساجد أم وسائل الإعلام المختلفة. وبينما انتقد عضو الشورى اللواء طيار عبدالله السعدون دعاء بعض الخطباء على دول صديقة وحليفة وعلى مذاهب، وترك مواضيع مهمة للأمن أو حوادث الطرق، وقد يصل ببعض الخطباء بأن يصل فكره عبر المنبر. أكد آل الشيخ أن سبب البطء في فسح بعض المناشط الدعوية يعود إلى الحزم في تطبيق الشروط التي تضبط العمل الدعوي، إذ إن التزام الوزارة بالشروط أدى إلى ضبط بعض الأنشطة الدعوية أو الخطب التي كانت عليها مؤاخذات ووضعت خطاً أحمر لبعضها. وفي الوقت نفسه، أشار إلى وجود تناقص في أعداد الدعاة بالخارج، مطالباً بتوصية من مجلس الشورى بدعمهم بكوادر من الجامعات السعودية، رافضاً تقديم العمل الخيري مع الدعوة، إذ إنه يخلط بين العمل الخيري والمصالح الشخصية في بعض الحالات مع الدعوة، وذلك رداً على عضو المجلس عساف أبو اثنين الذي أكد انتشار التشيع بسبب دعوة إيران وتقديم المساعدات للفقراء. وعلق على دور الوزارة وخططها المستقبلية في مواجهة فكر المتطرفين كداعش والقاعدة وجماعة الإخوان، قائلاً: «إن حملة السكينة حاورت متبني فكر القاعدة في 40 ألف صفحة، ولكن داعش لا تملك هذا العمق من الفكر، وأن بداية الانحراف الفكري بدأ منذ بدء الخليقة، وحالياً تعمل الوزارة عبر حملة مع وزارة الداخلية لتحصين الموجودين من أفكار هؤلاء المنحرفين».