لقيت الحفلة التي نظمها نادي مكة الثقافي الأدبي للقاص عبدالله التعزي، في مناسبة فوزه بجائزة النادي في دورتها الثالثة بمجال القصة القصيرة، تثميناً عالياً من مثقفين وأدباء وكتاب وإعلاميين، إذ أكد الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن الحفلة كانت تكريماً للقصة القصيرة بذاتها وليس تكريماً للفائز بالجائزة فحسب، وأن الحفلة كانت موفقة في كل نواحيها. وثمن القاص والروائي جبير المليحان جهود نادي مكة الثقافي الأدبي في نجاح الاحتفالية، مشيراً إلى أن جائزة نادي مكة «حققت صدى كبيراً في وسطنا الثقافي، وغدت أحد معالمه المهمة التي تدفع إلى التنافس والإبداع». من جهته أكد رئس نادي المنطقة الشرقية محمد بودي أهمية الحفلة، معتبراً إياها عرساً لكتاب القصة القصيرة، وأنها قدمت نموذجاً مشرفاً في الإبداع الأدبي». وكان الاحتفال الذي أقيم في مقر الغرفة التجارية بمكةالمكرمة أخيراً بدأ بكلمة أمانة الجائزة، ألقتها الدكتورة أمل القثامي، نيابة عن الأمين العام رئيس لجنة الجائزة الدكتور حامد الربيعي، أشارت فيها إلى أن القصة القصيرة لم تنل حظها من الجوائز، ومن هذا المنطلق رأى مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي، أن تخصص جائزة النادي في دورتها الثالثة للقصة القصيرة، ووفقت لجنة الجائزة في اختيار المحكمين للنتاج القصصي الذي تمّ تقديمه للمشاركة في الجائزة، من 12 قاصاً من كتاب القصة القصيرة المعروفين، إذ شارك في التحكيم الدكتور سحمي الهاجري، والقاص جبير المليحان، والدكتور حسين المناصرة. وأجمع المحكمون على تميز القاص عبدالله التعزي في كتاباته، إذ لمسوا في قصصه التي تقدمت للمسابقة عدداً من الإيجابيات، منها: أولاً إتقان السرد القصصي على نحو لافت، ثانياً: ما تضمنته تلك الأعمال من أبعاد تاريخية وحضارية ورموز ثقافية عميقة، ثالثاً: التميز في مجال الوصف المشهدي وسلامة اللغة وجاذبيتها بدلالاتها الإيحائية وتراكيبها السردية المتقنة. وأكدت أمل القثامي أن الفائز القاص عبدالله التعزي ترك بصمة لافتة في فن القصة القصيرة في السعودية. وشاهد الحضور فيلماً يتضمن سيرة المحتفى به، من إعداد وإخراج حامد العباسي ونادية مناخة. ثم قدم الكاتب أحمد الشدوي قراءة نقدية في قصص التعزي، أشار فيها إلى الخصائص التكوينية المتفردة في إبداعه القصصي، وما يقوم عليه سرده من متخيل، وخطاب متمرد، ونهايات مباغتة، وعتبات غامضة من شدة الوضوح، وشخصيات تفقد خواصها النقدية لتنتقل إلى عالم بين بين. كما قدمت الباحثة مستورة بنت مسفر العرابي، قراءة نقدية في المجموعة القصصية الفائزة «كائنات الليل» لامست مجموعة من السمات الموضوعية والسردية والفنية والجمالية، ومنها: السمة المأساوية، وسمة الشاعرية، وسمة الغرابة، وسمة التناوب والتقاطع بين أكثر من قصة، وسمة البناء الدائري، وسمة التذكر والاسترجاع. وتضمن برنامج الحفلة حواراً مع المحتفى به الأديب عبدالله التعزي، أجراه محمد بودي، أوضح من خلاله التعزي أن حس وموهبة الأديب لا تتعلق بالمهنة الحياتية التي يمارسها، وأن عدم امتلاكه موهبة الشعر دفعه إلى القصة بعد أن قرأ الكثير من الشعر والقصص العربية والعالمية الكثيرة، وأنه كاتب مكي سكنته مكة وحملها معه إلى كل بقاع العالم، وأن القالب القصصي يتحدد من خلال فكرة القصة، وأنه لم يتوقع فوزه بجائزة نادي مكة الثقافي الأدبي، كما كان للمحتفى به كلمة أعاد فيها الفضل إلى رضا أمه عليه، وإلى قبيلة من القصاصين والشعراء والنقاد والمثقفين والإعلاميين، الذين دفعوا وأخذوا بيده في كل مجموعة من المجموعات التي شارك فيها بالجائزة. وفي ختام الاحتفال شارك عدد من الحضور أمين عام ورئيس لجنة الجائزة الدكتور حامد الربيعي في تقليد المحتفى به ميدالية الجائزة، وتقديم وثيقتها، وشيك بمبلغ 100 ألف ريال قيمة الجائزة، كما تم تكريم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة وأعضاء لجنة الجائزة، وأعضاء لجنة احتفال الجائزة والمتعاونين.