أعلنت اللجنة المركزية لحركة «فتح» امس تجميد عضوية القيادي محمد دحلان لحين انتهاء أعمال لجنة التحقيق معه بتهم تتعلق ب «التحريض» على الرئيس محمود عباس و «الإساءة الى الحركة ورئيسها» و «بناء تكتلات داخلية». وقررت اللجنة بالإجماع في اجتماع ترأسه عباس أمس في رام الله إقصاء دحلان (49 سنة)عن مفوضية الإعلام التابعة ل «فتح» وتعيين الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ناطقاً باسم الحركة واحمد عبدالرحمن مفوضاً للإعلام، فضلاً عن استمرار تعليق حضوره اجتماعاتها إلى حين انتهاء لجنة التحقيق من أعمالها. وجاءت هذه القرارات بعد سلسة إجراءات اتخذها عباس ضد دحلان وهدفت الى إبعاده عن مراكز القرار في الحركة، بينها سحب الحراس من مكتبه ومنزله، ووقف عمل فضائية تلفزيونية عائدة له، وإبعاد عدد من انصاره عن مناصب رفيعه في قوى الامن، إضافة الى اعتقال عدد من المحسوبين عليه اياماً عدة، ومصادرة اسلحتهم الشخصية. وذكرت مصادر امنية انه جرى تسريح العديد من ضباط الامن المحسوبين على دحلان الذين كانوا يتولون مراكز مهمة وتم تحويلهم الى ملاك مقر القائد العام لقوات الأمن. وشكلت اللجنة المركزية لجنة عليا من أعضائها للتحقيق مع دحلان برئاسة أمين سر الحركة محمد غنيم (ابو ماهر) وعضوية عزام الاحمد وصخر بسيسو وعثمان ابو غربية. وأوضح مسؤول رفيع في «فتح» ان عباس بادر الى اتخاذ أجراءات ضد دحلان بصفته رئيساً للسلطة، قبل أن يطالب اللجنة المركزية بتشكيل لجنة تحقيق معه بعد تلقيه تقارير عن نشاطات لدحلان هدفت الى تشكيل مراكز قوى داخل الحركة. وأبلغ عباس اللجنة المركزية في اجتماع عقدته في 8 تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي انه تلقى تقارير تفيد بأن دحلان اتخذ خطوات داخلية «تسيء للحركة ورئيسها» وتهدف الى «تشكيل تكتلات داخلية تضر بوحدة الحركة»، موضحاً ان بين الإجراءات التي قام بها دحلان تشكيل كتلة داخلية في المجلس الثوري قدم لها قدم تعليمات «تسيء للرئيس والحركة». وكشف مسؤول «فتحاوي» ان الرئيس تلقى تقارير داخلية واخرى خارجية من سفارات فلسطين عن تحركات دحلان، فطلب من اللجنة المركزية التحقيق فيها واتخاذ اجراءات عقابية بحقه. وقال عضو في اللجنة ل «الحياة» انها عقدت سلسلة لقاءات مع دحلان نفى فيها الاتهامات. وأضاف ان اللجنة ستعقد لقاءات اخرى معه بعد تلقيها بيانات حول هذه الاتهامات. ونقلت «فرانس برس» عن عضو في اللجنة المركزية فضل عدم الكشف عن اسمه انه من ضمن التهم الموجهة لدحلان «التحريض ضد الرئيس عباس واعضاء اللجنة المركزية، ومحاولة تشكيل اصطفاف داخل الحركة من كوادر فتحاوية، خصوصاً ضد عباس، خارج الأطر الرسمية، وعقد اجتماعات غير مخول بها لكوادر للتحريض ضد قيادة الحركة ورئيسها الذين اتهمهم بالعجز». ونقلت الوكالة ان الخلافات بين دحلان وعباس تفاقمت في الأشهر الأخيرة بعد اتهام مساعدي عباس لدحلان بأنه حرض قيادات في «فتح» على أنها أحق من عباس ورئيس حكومته سلام فياض بالحكم.