تشهد الساحة الحمراء قرب الكرملين اليوم، عرضاً عسكرياً كبيراً يحضره الرئيس فلاديمير بوتين وعدد من قادة «رابطة الدول المستقلة»، إحياءً للذكرى ال72 للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية. ورجحت أوساط عسكرية أن يتضمن العرض الضخم التقليدي ل «العضلات العسكرية» الروسية والذي سيقاطعه الغرب للعام الثاني، تجهيزات تقنية وآليات يستخدمها سلاحا البر والجو في مهمات الحرب في سورية. وستعبر أرتال من تشكيلات الجيش الروسي ووحداته أمام منصة ضخمة أقيمت في شكل يخفي ضريح مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين، على رغم أن أعلام الجيش الأحمر السوفياتي ستحضر في العرض هذه السنة، بعدما غابت في السنوات الماضية، ولكن من دون شعاري المنجل والمطرقة. ويشارك في العرض هذا العام، وفق وزارة الدفاع، أكثر من 10 آلاف عسكري من كل الوحدات، إضافة إلى آليات تابعة لسلاح البر ومدرعات ودبابات حديثة، ونماذج لأبرز أنظمة الصواريخ التي تطلق من البر أو الجو أو من سفن حربية وغواصات، وبينها أنظمة ارتبطت بتطورات سياسية وعسكرية خلال العامين الأخيرين، خصوصاً نظام «إسكندر» الذي نشرته روسيا أخيراً في مقاطعة كاليننغراد المحاذية للحدود مع أوروبا، ونظام «بوك» الذي يُستخدم بكثافة في شرق أوكرانيا، ويُعتقد بأنه أسقط طائرة ركاب ماليزية خلال عبورها أجواء دونيتسك قبل سنتين. يضاف إلى ذلك نظاما صواريخ «بانتسير» و «تور أم» الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط على مدى سنوات، ونظام «أس 400» الذي نشرته روسيا في سورية أخيراً. أما العرض الأبرز هذا العام فسيكون لسلاح الجو الذي سيرافق تقدم الأرتال في الساحة الحمراء، إذ أولت موسكو اهتماماً خاصاً لاستعراض قدراتها الجوية، خصوصاً تلك التي شاركت بكثافة في الحرب السورية. وبين 72 مقاتلة حديثة ستشارك في العرض، تبرز قاذفة «توبوليف» الاستراتيجية و «سوخوي» و «ميغ»، إضافة إلى طائرة «إيليوشن» للشحن العسكري، ومروحيات «كي 52» المعروفة باسم «صياد الليل» و «مي». وخلافاً للعادة، لم تعلن موسكو لائحة الزعماء المدعوين، لكن المعلوم أن عدداً من زعماء «رابطة الدول المستقلة» سيحضر العرض، على رغم الفتور الذي أصاب علاقات روسيا ببعض حلفائها التقليديين مثل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. وفي أجواء المواجهة مع الغرب، يبدو أن الروس يميلون أكثر للعودة إلى أمجاد الماضي. إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «ليفادا» للدراسات بالتزامن مع إحياء ذكرى الانتصار على النازية، تزايد نسبة الروس الذين يحنون إلى الماضي السوفياتي. وشدد أكثر بقليل من 50 في المئة على الدور الرئيسي الذي لعبه الزعيم السوفياتي جوزف ستالين في الانتصار على ألمانيا النازية، علماً أن هذه النسبة كانت أقل من 40 في المئة قبل عشر سنين. وشدد حوالى ثلثي الروس على ضرورة «إنصاف» الزعماء السوفيات الذين تعرضت أدوارهم التاريخية لإجحاف، في عهود المد الليبرالي الذي تلا انهيار الدولة العظمى.