ما مر به الشباب بقيادة فوساتي هي الظروف نفسها التي تلبسته مع سلفه باتشيكو: كثرة الإصابات، المستوى المتذبذب. في حال باتشيكو أقالته الإدارة متأخرة قبل نهاية الموسم بثلاث مباريات، في حال فوساتي جاء رحيله في منتصف الموسم. الغريب أن السيرة الذاتية لباتشيكو جيدة، وسيرة فوساتي ممتازة. ل«الشباب» خاصيّة نادرة مع المدربين، التعجل في إقالة الجيد، والتريث في إقالة «الرديء» أحياناً. من المدربين الذين فرّط فيهم النادي: البرازيلي زوماريو الذي أعاد الفريق إلى منصات التتويج، الأرجنتيني روميو الذي قدّم كرة جميلة وممتعة، ومدرّب اللياقة الوطني عبداللطيف الحسيني. أما المثل الواضح على تمسّك إدارة النادي بالرديء حتى آخر نفس: البرتغالي مورايس. هذه الخاصية ليست حكراً على الإدارة الحالية، خذ مثلاً هذه الإقالات المحزنة: الفرنسي جان فيرنانديز، البرازيلي فرانشيسكو، البرازيلي ماريو جولياني والبرازيلي أوسكار. مشكلة الفريق هذا العام - والعام الماضي - ليست في المدرب الذي تسلم الفريق مع قرب انتهاء المعسكر الإعدادي الذي أشرف عليه مدرب الحراس، ففوساتي تسلم فريقاً ضعيف الإعداد لياقياً وفنياً، كما تسلمه سلفه باتشيكو فجاءت النتيجة واحدة، خصوصاً مع المشاركة غير المجدية في بطولة الصداقة. بعد إقالة باتشيكو أغرقت الإدارة نفسها في مفاوضات مع كمية هائلة من المدربين وعلى سبيل المثال تفاوضت - خلال الصيف الماضي - مع: الألماني شوستر، الإسباني راموس، الفرنسي لوغوين و.. و.. و.. إلخ. ولاحقاً، لم تجد مفراً من التعاقد مع فوساتي، وهو خيار ممتاز لكنه أتى متأخراً. سيتسلم الأرجنتيني هيكتور الفريق، وهو خيار جيد لأنه يعرف الفريق، لكن في نهاية الموسم - على عادته - سيرحل. التعاقدات الطويلة مع المدربين هي الحل. على الإدارة أن تتساءل: لماذا يتذرع هيكتور بأسباب مختلفة للمغادرة؟ على كل حال، حين أتى هيكتور - للمرة الأولى - ل«الشباب» لم يحقق إلا بطولة واحدة هي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. خلال ذلك الموسم تذبذب مستوى الشباب، وتعالت الأصوات لإقالة المدرب، لكن رئيس النادي تصرف برصانة وتمسك بالمدرب إلى نهاية الموسم، وكانت النتيجة تحقيق أهم بطولة، وتحقيق الاستقرار، والتجانس بين المدرب واللاعبين، وهذا ما أضعناه، بحسب رأيي بإقالة فوساتي. صحافي سعودي [email protected]