ما زالت معركة تحرير مدينة الحويجة (غرب كركوك) التي تحاصرها قوات الأمن العراقية و»الحشد الشعبي» بالإضافة إلى قوات «البيشمركة» منذ سنتين، مؤجلة، ما سمح ل «داعش»بتعزيز دفاعاته فيها والإنطلاق منها في هجمات متكررة، وسبب التأجيل الخلاف بين إقليم كردستان والحكومة الإتحادية على إلحاق الحويجة بكركوك وضم الأخيرة إلى الإقليم. وتؤكد مصادر موثوق بها أن تحريرها أصبح قراراً إقليمياً ودولياً، في إشارة إلى تركيا والولايات المتحدة. (للمزيد). وقال ناطق باسم «البيشمركة» إن خمسة عناصر من «داعش» تسللوا الى قاعدة «كيوان» التي تبعد 12 كيلومتراً عن كركوك، مرتدين زي القوات الكردية وخاضوا اشتباكات مع حرس القاعدة قبل أن يفجر اثنان منهم نفسيهما ويقتلا 3 عناصر ويجرحا آخرين، مؤكداً أن الخطر «سيبقى قائماً إذا لم يتم تحرير الحويجة». وكانت كركوك تعرضت العام الماضي لهجوم شنه عشرات المسلحين الذين جاؤوا من الحويجة، على رغم الطوق الأمني المفروض حولها، ونجحوا في السيطرة على عدد من المباني الرسمية قبل ان يقتل معظمهم ويفر الآخرون. وأكد شيخ عشائر العبيد التي تعد الحويجة موطنها التاريخي، أنور العاصي ل «الحياة» ان «استمرار الوضع الحالي فيها لا يخدم سوى داعش الذي يستخدم السكان دروعاً بشرية وينفذ عمليات اعدام جماعية». وأشار الى ان «الأهالي يتعرضون لمجاعة حقيقية بسبب الحصار». ومع ان المدينة محاصرة من الجنوب والشرق والشمال إلا أن هناك ممرات وعرة ما زالت مفتوحة في الشمال الغربي تربطها بجنوب الموصل وشمال صلاح الدين. وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم (كردي) طالب بالإسراع في تحرير الحويجة معتبراً تأخير معركتها «متعمداً تتحمله الحكومة الإتحادية». وسرت معلومات، بالتزامن مع قرار كريم رفع العلم الكردي في كركوك، قبل اسابيع، مفادها أن «البيشمركة» ستشن عملية لتحرير الحويجة من دون مشاركة الحكومة، لكن مصادر في أربيل نفت ذلك. وقالت ل»الحياة» ان «قرار انطلاق المعركة ليس كردياً كما انه ليس عراقياً بل هو قرار اقليمي ودولي»، في إشارة إلى تركيا والولايات المتحدة، بسبب الخلاف مع بغداد على ضمها مع كركوك إلى إقليم كردستان. ويتحكم شعارا «من يحرر منطقة يحكمها» و»الحدود ترسم بالدم» اللذان اطلقهما رئيس الإقليم مسعود بارزاني بمسار الأوضاع في الحويجة، حيث تضع القوى التي تطوق المدينة عراقيل أمام تقدم أي منها لتحريرها. كما يتحكم مصير الحويجة التي تسكنها عشائر عربية بمصير كركوك الذي يثير خلافات محلية واقليمية، ويسعى الأكراد إلى ضمها لإقليمهم بالتزامن مع تحضيراتهم لاستفتاء على الإنفصال عن العراق.