اطلقت جماعة «بوكو حرام» 82 تلميذة من مجموعة تضم 195 فتاة بقين من عملية خطف شملت 270 فتاة من بلدة تشيبوك شمال شرقي نيجيريا في نيسان (أبريل) 2014. وأفرجت الحكومة في المقابل عن سجناء للجماعة لم يُحدد عددهم، ما يُعطي دفعة للرئيس بخاري الذي جعل من سحق تمرد «بوكو حرام» قضية رئيسية في حملته الانتخابية عام 2015، على رغم أن «بوكو حرام» خطفت الآلاف من الكبار والأطفال الذين أهملت حالاتهم. ونقِلت الفتيات في قافلة عسكرية عبرت من منطقة بانكي المحاذية للحدود مع الكاميرون إلى مايدوغوري حيث خضعن لفحوص طبية، علماً أن مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو (شمال شرق) التي بدأ فيها تمرد «بوكو حرام» عام 2009 من أجل إنشاء خلافة إسلامية، والذي حصد 15 ألف قتيل، وتسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص. واستعاد الجيش غالبية المناطق التي خسرها في البداية من يد «بوكو حرام»، لكن استمرار الهجمات والتفجيرات الانتحارية جعلت عودة النازحين الى منازلهم في هذه المناطق أمراً شبه مستحيل. كما لا تزال مناطق واسعة من شمال شرقي نيجيريا خصوصاً في ولاية بورنو تخضع لتهديد المتشددين، في وقت زادت التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة في المنطقة منذ انتهاء موسم الأمطار نهاية العام الماضي. ويقول ديبلوماسيون إن حوالى 4.7 مليون شخص في شمال شرقي نيجيريا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تعرقل هجمات المتشددين ونقص التمويل وصول بعضها. كما تتوقع السلطات تعرض ملايين لأخطار مع بدء موسم الأمطار هذا الشهر الذي يجعل الزراعة غير ممكنة في بعض المناطق. وشكرت الرئاسة النيجيرية في بيان مساعدة سويسرا والمنظمة الدولية للصليب الأحمر في إطلاق الفتيات «بعد مفاوضات طويلة»، علماً أن المنظمة الدولية للصليب الأحمر توسطت في اتفاق لإطلاق أكثر من 20 فتاة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. ثم استقبل الرئيس محمد بخاري الفتيات في العاصمة أبوجا، على رغم أنه لم يظهر تقريباً علناً منذ عودته من بريطانيا في آذار (مارس) الماضي، حين تلقى علاجاً من مرض لم تحدد طبيعته. وأشار البيان الى أن بخاري أمر أجهزة الأمن ب «مواصلة العمل باجتهاد حتى إطلاق كل فتيات تشيبوك، ولمّ شملهن مع عائلاتهن».