يتوقع ان يبدأ في الساعات المقبلة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة السورية في حمص في وسط البلاد، من دون دلائل الى ان خطف احد الوسطاء سيعرقل تنفيذ الاتفاق. وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «فرانس برس» امس: «سيتم البدء بتنفيذ المبادرة خلال 48 ساعة وفق التطورات على الأرض»، معرباً عن امله ب «ان تتم الأمور بخير وحينها لن تستغرق وقتاً طويلاً». وأضاف: «تم الاتفاق على ان يتجه المسلحون شمالاً الى تلبيسة والدارة الكبيرة وهذه الحلقة من الموضوع تجاوزناها»، وهما معقلان للمعارضة المسلحة في الريف الشمالي لحمص، على بعد 20 كيلومتراً من المدينة. وأوضح المحافظ الذي فضل استخدام تعبير «مبادرة تسوية» عوضاً عن «اتفاق»- ان التنفيذ يتوقف على بحث بعض الأمور اللوجستية، ومنها «اختيار الطريق المناسب وتفكيك الألغام ووجود نقاط تفتيش وتأمين وصول الناس واختيار الأطراف المشاركة في مكان الانطلاق والوصول». وأضاف: «نحن حريصون على نجاحها ولذلك يجب التحضير لها بشكل جيد وإن كتب لها النجاح فسنبدأ بحلقة جديدة تتعلق بالوعر ومناطق اخرى». ويقع حي الوعر الذي يسيطر عليه المقاتلون ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى في المدينة، في جوار احياء حمص القديمة. وتقع هذه الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون، تحت حصار من القوات النظامية لنحو عامين. ووفق نسخة اطلعت وكالة «فرانس برس» عليها، يشمل الاتفاق اطلاق سراح ما يقارب 70 اسيراً لبنانياً وإيرانياً لدى «الجبهة الإسلامية» في حلب (شمال)، وإدخال المساعدات الإنسانية الى بلدتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف حلب، ويحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ اشهر. الا ان المحافظ نفى وجود مخطوفين ايرانيين، مشيراً الى ان «كل اتفاق يتم يتضمن اطلاق سراح مخطوفين والمصالحات التي تتم تتضمن اطلاق مختطفين تعبيراً عن حسن نية بالإضافة الى ادخال المواد الغذائية كونها قضية انسانية». وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وجه في بيان امس حول «اتفاق الهدنة في حمص القديمة»، تحية الى «بطولات ثوار المدينة»، وأشاد «بصمودهم الأسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم من طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها كما قصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة». وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الأكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن. وقال ناشط معارض ل «الحياة» ان امين الحلواني احد الوسطاء في الاتفاق خطف لدى خروجه من اجتماع مع محافظ حمص، لافتاً الى ان مقاتلي موالين للنظام قاموا بخطفه لاعتراضهم على الاتفاق وإن قوات النظام لم تعترض على ذلك. وتابع ان هذا لن يؤثر في تنفيذ ما جرى التوصل اليه. وأشار الناشط الى ان عدد مقاتلي المعارضة الذين سيخرجون بأسلحتهم الخفيفة الى ريف حمص الشمالي، يبلغ نحو 1500 مقاتل. وأكد ان الجانب الإيراني تولى التفاوض مع المعارضين لإطلاق سراح 25 مقاتلاً نظامياً ورجل روسي وامرأة ايرانية، مقابل ضمانات بخروج مقاتلي المعارضة.