ابيدجان، كوتونو - أ ف ب، رويترز - حذر الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي يواجه تدخلاً محتملاً للدول المجاورة لإطاحته، من عواقب اقتصادية وإنسانية خطرة لعملية من هذا النوع، مشيراً الى ان التدخل سيثير الشعور الوطني لمواطني ساحل العاج ويقود الى «حرب اهلية». واستخدم اهوا دون ميلو الناطق باسم غباغبو عبارات قاسية للتنديد بالقرار «غير المقبول» لقادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، بإطاحة غباغبو بالقوة اذا رفض التنحي لمصلحة منافسه الحسن وترة الذي اعترف المجتمع الدولي بفوزه بانتخابات رئاسية أجريت الشهر الماضي. ورأى الناطق باسم غباغبو ان قرار التدخل «مؤامرة من المعسكر الغربي بقيادة فرنسا»، القوة الاستعمارية السابقة التي اعترفت بوترة ومعها المجتمع الدولي بكامله تقريباً. وحرص دون ميلو الذي يشغل منصب وزير التجهيز في حكومة غباغبو على التذكير بأن بلاده «ارض هجرة» حيث يعيش ويعمل ملايين الرعايا من دول غرب افريقيا، ذلك ان ساحل العاج المصدر الأول عالمياً للكاكاو والتي تملك احتياطاً نفطياً كبيراً، لا تزال قوة اقتصادية مهمة في المنطقة. وبعدما لمح انصار غباغبو الى ان مواطني ساحل العاج لن يترددوا في التعرض للمهاجرين من دول مجاورة وممتلكاتهم، قال دون ميلو ان «كل دول (غرب افريقيا) لديها رعايا في ساحل العاج، ويعلمون انهم ان هاجموا ساحل العاج من الخارج، فسيتحول الأمر الى حرب اهلية في الداخل»، مشككاً بإمكانية حصول تدخل عسكري لإرغام الرئيس المنتهية ولايته على التنحي. وتساءل الوزير العاجي: «هل بوركينا فاسو مستعدة لقبول عودة ثلاثة ملايين من مواطنيها» من ساحل العاج الى بلدهم الأصلي؟ يأتي ذلك عشية وصول وفد من دول غرب افريقيا يتألف من رؤساء بنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما والرأس الأخضر بدرو بيريس الى ابيدجان غداً. وتقرر ايفاد الثلاثة كونهم لا يثيرون حفيظة غباغبو، على عكس آخرين مثل الرئيسين السنغالي عبد الله واد والنيجيري غودلاك جوناثان اللذين اطلقا مواقف متقدمة في انتقاد الأول ودعم خصمه. وأعلن وزير خارجية بنين جان ماري اهوزو ان الرؤساء الثلاثة سيقدمون لغباغبو «رسالة» المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا وتصورها ل»الخروج من الأزمة عبر الحوار». وأضاف ان الرؤساء الثلاثة «سيتباحثون مع الرئيس غباغبو لإقناعه بالتنحي من دون تأخير». وتوقع مراقبون ان يرفض غباغبو عرض الخروج الهادئ من السلطة وتسليمها الى وترة، متسلحاً بتأييد داخلي من الجيش، ودعم من حليفته الوفية انغولا التي تردد انها نشرت مرتزقة وجنوداً في ساحل العاج، بعد تنديدها بموقف المجتمع الدولي الذي سيقود الى حرب حتمية. ونقلت وكالة الأنباء الأنغولية الرسمية بياناً حول ساحل العاج، مفاده ان «الحكومة الأنغولية تدين بشدة حملة التشويه التي تحدثت عن مرتزقة او جنود انغوليين شوهدوا في ساحل العاج». وفي زيوريخ (سويسرا)، افادت مصادر متطابقة الاحد ان طائرة غباغبو أوقفت في مطار بازل مولهوز السويسري الذي وصلت اليه بغرض الصيانة، بناء لطلب وترة الذي نقلته السلطات الفرنسية الى الهيئة الفيديرالية للطيران المدني السويسري.