اكتسح حزب المحافظين البريطاني بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي نتائج الانتخابات البلدية، وحقق الفوز الأكبر من نوعه منذ عقود في هذا الاستحقاق، منتزعاً 150 مقعداً جديداً من اصل ثلاثة آلاف مقعد بلدي جرى التنافس عليها، ورفع بذلك رصيده من المقاعد البلدية إلى نحو النصف. وشكل الاستحقاق المحلي الذي أجري الخميس، مؤشراً إلى الانتخابات العامة المقررة في 8 حزيران (يونيو) المقبل، والتي تراهن ماي على فوز كبير فيها، لتعزيز موقفها في مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وإضافة إلى اختيار مجالس بلدية في أنحاء المملكة المتحدة باستثناء العاصمة لندن، اختار الناخبون البريطانيون رؤساء بلديات عدد كبير من المدن، وخصوصاً مانشستر وليفربول. وأظهرت الانتخابات المحلية تراجع أداء حزب العمال المعارض بزعامة جيريمي كوربين، وانهيار حزب الاستقلال (يوكيب) الذي قاد الحملة من أجل الانسحاب من أوروبا، في حين عجز حزب الديموقراطيين الأحرار عن تحقيق أي تقدم في النتائج. ولفت مراقبون إلى تحسين حزب المحافظين مواقعه في اسكتلندا حيث واجه معارضة من حزب الوطني بزعامة نيكولا ستيرجن التي بدا أن دعوتها إلى استفتاء على الانفصال عن المملكة قوبلت برد فعل عكسي من الناخبين، بعدما كانت ستيرجن راهنت على معارضة غالبية الاسكتلنديين الانسحاب من أوروبا. وللمرة الأولى منذ عقود، فشلت المعارضة في الاستفادة من وجودها خارج الحكم، لكسب مقاعد بلدية، بل خسر حزب العمال عشرات المقاعد لمصلحة المحافظين الذي سجل أول نصر من نوعه لحزب حاكم، منذ الانتخابات البلدية عام 1974. وتنافس المرشحون على آلاف المقاعد في المجالس المحلية في اسكتلندا وإنكلترا وويلز وكذلك على مجموعة من المناصب المستحدثة على مستوى عمدة المقاطعات. وتلقي النتيجة الضوء على اتجاهات التصويت في البلاد في الانتخابات العامة وتؤكد ما توقعته استطلاعات الرأي التي تعطي المحافظين بزعامة ماي تقدما واسعاً على حزب العمال الممثل لتيار اليسار الوسط وحزب الديموقراطيين الأحرار المؤيد للاتحاد الأوروبي والذي كان من شأن فوزه بنتيجة أفضل، أن يعتبر مؤشراً إلى ندم البريطانيين على التصويت بغالبية لمصلحة الطلاق مع أوروبا في استفتاء أجري في حزيران (يونيو) 2016. وفي حين أن الانتخابات البلدية مقررة سلفاً، فإن ماي كانت اتخذت قراراً مفاجئاً الشهر الماضي، بالدعوة إلى انتخابات عامة قبل ثلاث سنوات من موعدها المقرر، متطلعة للاستفادة من ضعف منافسيها وزيادة قوتها السياسية في الداخل والخارج قبل مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.