أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السعودية لتكون بداية جولته الخارجية، يعكس الدور المحوري للمملكة في العالمين العربي والإسلامي. ووصف الزيارة بأنها «تاريخية بكل المقاييس». وقال الجبير في لقاء مع الصحافيين في مقر سفارة المملكة في واشنطن أمس (الخميس) إن «الزيارة تعكس احترام الولاياتالمتحدة للقيادة السعودية التي تسعى دائماً إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم»، بحسب ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأضاف: «أن المملكة هي الشريك الأول للولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، وشريكتها في مواجهة الإرهاب والتطرف والقضاء على (داعش) و(القاعدة). السعودية في مقدمة الدول التي تتصدى لتدخلات إيران السلبية في شؤون المنطقة وهذا موضوع مهم جداً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، ولذلك فإن الشراكة مع المملكة أمر مهم جداً». وكان الجبير زار الكونغرس الأميركي أمس وعقد لقاءات عدة مع أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب. والتقى كلاً من النائب تيد ليو، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر ونائبه السيناتور بن كاردن وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية، كما التقى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل. وأكد الجبير أن السعودية دولة أساسية في محاربة الإرهاب والتطرف، وهي من قدم مبادرة السلام العربية التي تعتبر الآن مرجع أساسي لحل سلمي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي يسعى الرئيس ترامب إلى إنهائه. وأوضح أن المملكة شريك اقتصادي قوي للولايات المتحدة وأكبر مصدرة للبترول ومن أكثر المستثمرين في العالم، وأن السعودية والولاياتالمتحدة تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تدرك أهمية المملكة، لا سيما في إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والقضاء على «داعش» والإرهاب والتطرف والتصدي لإيران، وتعزيز الاستثمارات والتجارة، وإيجاد فرص عمل في البلدين. وقال: «إن الرئيس ترامب يرغب في استعادة دور أميركا في العالم، وهذا محل ترحيب حلفاء الولاياتالمتحدة، كما عبر عن رغبته في تدمير تنظيم (داعش) الإرهابي والجماعات الإرهابية، وهذا أمر يرغب فيه أيضاً حلفاء أميركا، والرئيس ترامب يرغب في صد نشاطات إيران غير المشروعة في المنطقة، وهو الأمر نفسه الذي يرغب فيه حلفاء أميركا في المنطقة، لذلك فنحن حلفاء مع الإدارة الأميركية في هذه القضايا». وتابع: «إن هذه زيارة تاريخية بكل المقاييس، فالمملكة هي مهد الإسلام، وخادمة الحرمين الشريفين ولا يمكن هزيمة الإرهاب والتطرف من دونها. فنحن أقرب الشركاء في الحرب ضد الإرهاب والتطرف، والسعودية في مقدمة الدول ضد نشاطات إيران السلبية غير المشروعة، وفي مقدمة الدول التي تحارب تنظيم (داعش) الإرهابي، والمملكة هي الدولة التي قدمت مبادرة السلام العربية ولها دور رئيس في تحريك عملية السلام إلى الأمام، وللسعودية استثمارات هائلة في الاقتصاد الأميركي وشريك تجاري كبير معها، وهذا يعني وجود مصالح اقتصادية ومالية كبيرة بين البلدين. ولذلك، فإن القدرة على تحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس ترامب سواء في استعادة دور أميركا و هزيمة (داعش) و احتواء إيران وتعزيز السلام وتعزيز الاستثمارات والتجارة والازدهار، فإن المملكة هي مفتاح هذه القضايا، فهي من أهم حلفاء أميركا في العالم العربي والإسلامي وأحد أهم الشركاء الدوليين فيما يخص الاقتصاد والتجارة والاستثمار». وأوضح الجبير أن زيارة الرئيس الأميركي ستشمل قمة ثنائية، وقمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقمة مع قادة الدول العربية والإسلامية. وقال: «إنها رسالة واضحة إلى العالم بأنه يمكن للولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية تكوين شراكة». وأضاف: «نرى أنها ستؤدي إلى تعزيز التعاون بين الولاياتالمتحدة والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب والتطرف وسيكون للزيارة فوائد هائلة على المنطقة والعالم».