شرّف مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز حفلة الغداء التي أقامها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الرباط الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر تكريماً له. حضر المأدبة، رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي والأمين العام للحكومة المغربية إدريس الضحاك وعدد من الوزراء في الحكومة المغربية والشخصيات الديبلوماسية وعدد من سفراء الدول العربية. كما حضر الحفلة الملحق العسكري السعودي في الرباط اللواء ركن علي بن عبدالله الدحيم، وأمين جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه رئيس مركز الأمير سلطان للبيئة والمياه الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ. وكان الأمير خالد ترأس اجتماع مجلس المحافظين العرب للمياه في دورته السادسة في العاصمة المغربية الرباط، وذكر فيه أن أكثر من 45 مليون شخص في العالم العربي يفتقرون إلى مياه نظيفة أو خدمات صحية آمنة، لافتاً إلى تناقص الأراضي الزراعية بمعدل غير مسبوق بسبب الملوحة والتصحّر، وفي بلد عربي بلغ معدل الاستخراج السنوي من المياه الجوفية نحو 160 في المئة من معدل التجدد السنوي، وفي دولة أخرى تضخ المياه الجوفية بمعدل يزيد أربع مرات عن التجدد الطبيعي، ما يدفع المزارعين إلى هجر الوديان التي كانت منتجة في ما مضى، فيما 13 دولة عربية تعد من بين الدول ال 19 الأفقر بالمياه في العالم. وقال مساعد وزير الدفاع: «ونحن نحتفل بافتتاح هذه الدورة كنت أود أن أنقل إليكم صورة متفائلة بمستقبل مائي آمن، ولكن للتفاؤل مؤشرات، وإلا كان ضرباً من محال الأمنيات، فالمؤشرات كلها على الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الحكومات والمجتمعات (الأفراد والهيئات) تشير إلى النفق المائي المظلم الذي دخلت وستدخل فيه معظم الدول العربية ولا منجى منه إلا بقدرة العزيز العليم». وفي شأن التسعير، بيّن الأمير خالد أن ما يحصل في مقابل توريد المياه في المنطقة لا يتجاوز 35 في المئة من كلفة الإنتاج والتوزيع و10 في المئة فقط في حال تحلية المياه. ولفت لما يحصل في فلسطين، حيث يجري الاستيلاء على 85 في المئة من الموارد المائية الفلسطينية يتراوح حجمها بين 650 و800 مليون متر مكعب سنوياً، فضلاً عن وجود شركة تسحب كميات كبيرة من المخزون الجوفي للضفة الغربية ومن الآبار الواقعة على خط الهدنة من دون مقابل، ثم تبيع هذه المياه مجدداً لبلديات الضفة، وحتى جدار الفصل العنصري بني على دعائم القرصنة، إذ شيّد أمام أكبر خزانين جوفيين في الضفة لاستغلالهما وحرمان أهلها من حقهم في الحياة. وتطرّق الأمير خالد بن سلطان لما يحدث في نهر النيل ونهري دجلة والفرات ونهر الأردن، ورأى أنها خير شاهد على ما تعانيه دول المصب من أزمات مائية. وألمح إلى إعلان المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي حاجة المنطقة العربية لاستثمار 75 بليون دولار سنوياً لمواجهة تحديات المياه والطاقة والغذاء. ونبّه مساعد وزير الدفاع إلى ما خلص إليه أخيراً علماء المناخ من أن المنطقة العربية تعدّ من أكثر المناطق في العالم المهددة بانعكاسات تغيّر المناخ، إذ يرى العلماء أن الأمر يتمثل في ندرة الموارد المائية وانخفاض معدل سقوط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى أربع درجات مئوية عن المعدل الحالي مع ازدياد فترات الجفاف واتساع المساحات الصحراوية وارتفاع سطح البحر وغمر المناطق الساحلية الطويلة في العالم العربي، فضلاً عن تلوّث المياه الجوفية بمياه البحر، ما يؤدي إلى التدهور في خصوبة الأراضي الزراعية.