عززت سلسلة من تقارير نتائج الأعمال الأسهم الأوروبية أمس، مع تلقي أسهم شركات المال دعماً من نتائج إيجابية حققها «إتش اس بي سي» في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم شركات النفط. وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.3 في المئة، ليظل قرب أعلى مستوى في 20 شهراً، في حين زاد مؤشر «داكس» الألماني 0.2 في المئة ليصعد إلى مستوى قياسي جديد. وتصدرت البنوك الأوروبية قائمة الرابحين بدعم من قرار مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الإبقاء على سعر الفائدة، ليرتفع مؤشر القطاع 1.3 في المئة بعد أن قفز سهم «إتش س بي سي» 3.4 في المئة. وحقق البنك أرباحاً ومركزاً مالياً يفوق التوقعات في الربع الأول. وأظهرت نتائج أعمال «إتش أس بي سي هولدنغز»، تراجع الأرباح بنسبة 19 في المئة في الربع الأول من السنة، في وقت يكافح المصرف لاستعادة إيراداته المتهاوية بعد إعادة هيكلته. وأشار المصرف إلى أن «الأرباح قبل الضرائب في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، انخفضت إلى 5 بلايين دولار من 6.1 بليون قبل سنة»، لكن النتائج تخطت متوسط توقعات المحللين التي جمعها البنك والبالغ 4.3 بليون دولار. وعزا تدني الأرباح «إلى تغيير في المعاملة المحاسبية للقيمة العادلة لديونه، فيما تضمّنت نتائجه قبل سنة، تشغيل نشاطاته البرازيلية التي باعها في تموز (يوليو)» وهبطت الإيرادات في الربع الأول بنسبة 13 في المئة إلى 13 بليون دولار. ولفت إلى «استكمال إعادة شراء أسهم بقيمة بليون دولار في نيسان (أبريل) الماضي». وكان «إتش أس بي سي» أعلن في شباط (فبراير) الماضي عن نتائج عام 2016، وجاءت أسوأ كثيراً من التوقعات متأثرة بعمليات شطب كبيرة وتكاليف جهود إعادة الهيكلة. وأعلن بنك «سوسيتيه جنرال» ، ثاني أكبر مصرف مدرج في فرنسا، انخفاض صافي أرباح الربع الأول من العام الحالي 19 في المئة، بعدما رصد 350 مليون يورو (381.3 مليون دولار) لتغطية نفقات قانونية. وانخفض صافي أرباح الربع الأول إلى 747 مليون يورو من 924 مليوناً العام الماضي، ما يقل عن متوسط توقعات 4 محللين استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم لصافي ربح مقدر ب975 مليون يورو. وزادت الإيرادات 4.8 في المئة إلى 6.5 بليون يورو في الربع الأول، ما يتجاوز متوسط التوقعات لإيرادات قيمتها 6.38 بليون يورو، بدعم من أنشطة التجزئة خارج فرنسا والخدمات المالية المقدمة للشركات والنتائج القوية للأنشطة الاستثمارية. ووقع «سوسيتيه جنرال» مع «المؤسسة الليبية للاستثمار» اتفاقاً سرياً لتسوية نزاع قانوني يتعلق بدعوى مرتبطة بخمس معاملات قيمتها 2.1 بليون دولار نفذت بين عامي 2007 و2009. وأعلن البنك في بيان أن «الاتفاق يحل كل المسائل بين الطرفين في ما يتعلق بخمس معاملات مالية شاركا فيها وكانت محل إجراء قانوني في المحكمة العليا البريطانية». وأضاف: «يأسف سوسيتيه جنرال لعدم توخي بعض موظفيه الحيطة والحذر، ويعتذر من المؤسسة الليبية للاستثمار ويأمل بالتغلب قريباً على التحديات التي تواجه التنمية الليبية في هذا الوقت الصعب». وكانت «المؤسسة الليبية للاستثمار» تقاضي «سوسيتيه جنرال» في شأن هذه المعاملات الخمس والتي وقعت قبل الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وأكدت المؤسسة أن «المعاملات تم تأمينها في إطار مخطط احتيال وفساد وانطوت على مدفوعات قيمتها 58.5 مليون دولار قدمها «سوسيتيه جنرال» لشركة مسجلة في بنما تدعى لينايدا كان يسيطر عليها في ذلك الحين رجل الأعمال الليبي وليد الجهمي، قبل تصفيتها عام 2010». وارتفعت أسهم شركات النفط والغاز، ليرتفع مؤشر القطاع 1.1 في المئة بعد تقارير قوية من «شتات أويل» و «رويال داتش شل» اللتين ارتفعت أسهمهما ثلاثة في المئة و2.3 في المئة على الترتيب. ودعمت النتائج أيضاً سهمي «إيه بي إنبيف» وشركة الهندسة النمساوية «اندريتز» وكانا ضمن أكبر الرابحين على المؤشر «ستوكس 600». لكن سهم «نيكست» البريطانية للتجزئة تصدر قائمة الخاسرين بهبوطه أكثر من خمسة في المئة، بعدما خفّضت الشركة الحد الأعلى لتوقعات أرباح السنة بأكملها. وارتفع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.37 في المئة، في حين زاد مؤشر «كاك» 40 الفرنسي 0.72 في المئة. أميركياً، سجل المؤشران «ستاندرد آند بورز500» و «ناسداك» تراجعاً طفيفاً في ختام التعاملات ببورصة وول ستريت أمس، بعدما أبقى مجلس الاحتياط الاتحادي أسعار الفائدة من دون تغيير عقب اجتماع للجنة السياسة النقدية استمر يومين. وارتفع المؤشر «داو جونز» الصناعي 8.01 نقطة أو 0.04 في المئة، ليغلق عند 20957.90 نقطة. وتراجع المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 3.04 نقطة، أو 0.13 في المئة إلى 2388.13 نقطة. وانخفض مؤشر «ناسداك» المجمع 22.82 نقطة، أو 0.37 في المئة لينهي اليوم عند 6072.55 نقطة.