شارف «رئيس عنبر 12» في سجن بريمان في محافظة جدة وأحد المحكومين ب «القتل» على الاستغناء عن الساعات المخصصة لزيارته من أصدقائه ومحبيه، عقب انضمامه أخيراً إلى أسرة الموقع العالمي للتعارف «فيسبوك»، الذي قرّب له المسافات. وقصّر انضمامه إلى «الموقع» المسافات الطويلة التي كان يقطعها أقاربه وأصدقاؤه بغرض زيارته داخل السجن قبل تصديق حكم «القتل» الذي صدر بحقه من محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة إلى جانب شقيقه وأحد أقاربه المحكومين بالسجن 50 عاماً. واعتبر المحكوم «جميل» الذي يقبع في «عنبر 12» منذ عشر سنوات على خلفية عملية «سطو» على مصرف الراجحي والمصرف السعودي الفرنسي في جدة انضمامه إلى «فيسبوك» منذ ستة أشهر وسيلة للتواصل الاجتماعي يعرّفه بما يدور في العالم الخارجي. واعترف ل «الحياة» أنه لم يشر في صفحته على «الفيسبوك» إلى أنه في سجن بريمان ومحكوم عليه ب «القتل»، بل انضم إلى الموقع العالمي مثل الأشخاص الآخرين الذين يرغبون في التواصل والتنفيس عن همومهم اليومية. وقال: «انضممت إلى الموقع العالمي للتعارف بسبب الحال النفسية التي أعيشها خصوصاً أنني قضيت أكثر من عشر سنوات داخل عنبر 12، وشاهدت خروج أكثر من 60 محكوماً إلى ساحة القصاص المعروفة ب «الجفالي» وسط مدينة جدة خلال هذه الفترة». وأضاف أنه يقوم بإرشاد اللجان السرية التي تأتي لتسلم السجناء المحكومين بالقتل صباحاً إلى غرف المطلوبين فقط، لإبلاغهم بمواعيد تنفيذ الحكم عليهم. وعلى رغم صدور حكم «القتل» على «جميل» إلا أنه ينتظر وبفارغ الصبر الموعد المحدد له من المحكمة لمراجعتها والاطلاع على صك الحكم بعد صدوره، متمنياً العفو عنه في الحق العام، خصوصاً أنه لم تقدم بعد البينة الثابتة على قضية «السطو» التي اتهم برئاستها. وما إن يرخي المساء سدوله على قضبان سجن بريمان العام الحديدية حيث يحبس «جميل» منذ 10 أعوام، حتى يخلو زعيم عصابة السطو على المصارف بنفسه ويغرق في التفكير وحيداً في حاله وأسرته وما آل إليه وضعه، يفكر بألم ويتحسر بندم إلى أن يداهمه الكرى قليلاً، ثم ما يلبث أن يفيق لينخرط في موجة أخرى من التفكير!. وكان عدد من القضاة أجمعوا على الحكم بإعدامه، بدليل صدور حكم القتل بحق «جميل» للمرة الثالثة على التوالي، ولم يكترث، وفوّض أمره إلى بارئه، وانخرط في موجة من التفكير في عائلته المكونة من زوجته وطفليه (عناد وجوري) التي لا يُمكّن من رؤيتها سوى مرتين فقط في كل شهر. ولم تتغير يوميات «رئيس عنبر 12» بعد انضمامه إلى «الفيسبوك» إذ تعود على أن يستيقظ قبل أذان الفجر ليصلي، والعودة بعد تأدية الصلاة إلى مقره المعتاد، ثم يبدأ يومه المهني بتوجيه رؤساء «عزب العنبر» بالاستعداد وترتيب أماكنهم وإيقاظ زملائه لتجهيزهم لحضور درس تحفيظ القرآن، قبيل متابعة أحوال العنبر من حيث ترتيبه ونظافته عموماً والاهتمام بمظهر السجين على وجه الخصوص، إلى جانب متابعة وضع العنبر واستقرار النزلاء فيه، إذ يلعب دور همزة الوصل بين النزلاء والإدارة خصوصاً ضابط العنبر المباشر ومدير الشعبة في كل ما يحتاجونه لتقديم معاريضهم. يذكر أن قضية «جميل» تعود إلى نهاية عام 1423 حين جرت أحداثها في محافظة جدة، عقب ضلوعه في عملية سطو على مصرفي الراجحي الواقع على طريق المدينة والسعودي الفرنسي في حي البوادي مع ثلاثة أشخاص (سعوديان ومقيم باكستاني)، أحيلوا جميعاً إلى المحكمة العامة في محافظة جدة، إذ صدرت بحقه أحكام ب «القصاص» مرتين قبل إحالتها إلى محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة التي نقضت الأحكام في وقت سابق وأصدرت حكمها الأسبوع الماضي بالسجن 75 عاماً لثلاثة متهمين و«قتل» جميل.