تواصلت فعاليات المهرجان الثقافي الذي تنظمه إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن، في أم رقيبة، تزامناً مع إقامة مهرجان «جائزة الملك عبد العزيز للإبل». وشهد المهرجان تميزاً في عرضه، وخروجاً عن التقليدية التي طغت على الأعوام الماضية. وشهد مهرجان هذا العام الذي امتد على مدار ستة أيام، عروضاً وفعاليات لاقت تفاعلاً واسعاً. وشهدت الحفلة في يومها الأول، العرضة السعودية بحضور مسؤولين ومواطنين. إضافة إلى معرض للثعابين، وندوة عن البيئة، وعرض لممارسات خاطئة يقوم بها البعض، والطرق المثلى للمحافظة على البيئة. واختتمت فعاليات اليوم الأول، بندوة عن «جهود خادم الحرمين الشريفين في دعم ملاك الإبل والخيل والفروسية». وفي يومه الثاني بدأت الفعاليات بمهارات كشفية، يحتاجها عشاق الرحلات البرية ومرتادو البر، مثل أعمال الطهي الخلوي، وطرق إشعال النار، وتجهيز المخيم، والمحافظة على نظافة المكان. كما افتُتح معرض كشفي يحوي أعمال طلاب ومجسماتهم عن حياة الكشافة. وقدم مشرف النشاط العلمي حسين الشمري، محاضرة علمية عن «الإبل العنصر الأبرز في حياة البدوي»، تحدث فيها عن الإعجاز العلمي في الإبل، مبيناً أن «الجمل يستطيع أن يعيش تحت حرارة 50 درجة مئوية، فيما يستحيل أن يعيش حيوان آخر في هذه الحرارة». وأضاف أن «الإعجاز في الرأس والجمجمة للجمل، ووجود بعض التجاويف في الرأس، وبعد تحاليل وعمليات تشريح عدة؛ اكتشف العلماء أن تلك التجاويف تعمل كمكيف للرأس». وعن فوائد حليب الإبل، أوضح أن له عدداً من الفوائد الصحية إذ «توجد أحماض أمينية لا توجد في الألبان كافة، سوى في حليب الإبل. واكتشف علماء أنها تقضي على الخلايا السرطانية والتهاب الكبد الوبائي بأنواعه». كما أقيم فلكلور شعبي، عُرضت خلاله «الدحّة»، التي تُعد رقصة الحرب لقبائل شمال الجزيرة العربية سابقاً. وتحولت نشاطات اليوم الثالث، من كشفية إلى رياضية ثقافية، إذ أقيمت دورة بين الدوائر الحكومية، إضافة إلى عروض فرقة «اللهب الأسود»، التي قدمت عروض النار، والسير على المسامير والزجاج، إضافة إلى مسابقات في الموروث الشعبي، إذ تطرح أسئلة عن مصطلحات ومعلومات شعبية. وأقيمت أمسية شعرية، قدمها بعض شعراء برنامج «شاعر المليون»، منهم عقاب الربع، وسعد الخلاوي، ونواف المزيريب. وتضمنت فعاليات اليوم الرابع، عروض «الطيران بالريموت»، و»الروبوت»، ومهرجاناً إنشادياً، تخلله إلقاء قصائد وأناشيد طلابية وأخرى وطنيّة، بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. كما أقيمت أمسية «شيلات شعرية»، قدمها الشاعران المنشدان حمود العديم، واحمد القرعاوي، والراوي الشاعر سعد القحطاني. واختتمت الفعاليات والأنشطة في اليوم قبل الأخير، بندوة علمية عن الفلك والنجوم، للفلكي محمد السبيعي، الذي تحدث عن نشأة العلم، واهتمام العرب فيه، ثم تحولهم إلى علم النجوم ومنازلها، وكيفية الاستدلال بها في الصحراء. وقدم عرضاً توضيحياً للكسوف من طريق برنامج «غوغل إيرث». كما تطرق لما تعرفه البادية ب»سنة الظلمة» (عام 1371ه)، إذ كسفت الشمس، وتحول النهار إلى ليل. وكانت آخر فعاليات المهرجان، إقامة المرسم الحر في الهواء الطلق. وتكريم الفائزين في مناشط وفعاليات المهرجان، إذ تم منح الحضور شهادات تقديرية ودروعاً تكريمية، «لدورهم الفاعل في تقديم وجبة ثقافية كسرت رتابة وجمود المهرجانات السابقة».