تُعد المسابقة، صورة من مبادرات الخير التي تبناها الفقيد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم، والعمل على تطبيق السنة النبوية الشريفة كمنهاج حياة، ووفرت المؤسسة الخيرية مقومات الاستمرار والنجاح كافة لها، باعتبارها جسر تواصل بين المسلمين في العديد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم. وتحظى المسابقة بتفاعل مميز من الدول الإسلامية في أواسط آسيا ودول الباسفيك، إضافة إلى ما تشهده من منافسة من أكثر من 120 حافظاً يمثلون 25 دولة آسيوية، وتضم المسابقة خمسة فروع أربعة منها لحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه، والخامس لحفظ السنة النبوية، وتم تخصيص جوائز قيمة للفائزين الثلاثة الأوائل في كل فرع من الفروع الخمسة، كما يمنح الفائزين فرصة لأداء مناسك الحج. ويولي رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان اهتماماً كبيراً بهذه المسابقة، إذ يشرف شخصياً على تنظيمها وترتيبها وأدق تفاصيلها والعمل على تطويرها وتحقيق أهدافها، لتكون أنموذجاً لغيرها من المسابقات ولتعكس التعاون الإسلامي بين الدول المشاركة على البر والتقوى. وعلى صعيد آخر، تبنت المؤسسة برنامجاً لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري، إذ كان لها الريادة في إطلاق توجهاً لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار مع الآخرين، وذلك في إطار شمولية برامجها واهتمامها الكبير بالجانب الثقافي من العملية التنموية، وسعت المؤسسة منذ انطلاقة هذا البرنامج لتبادل الرؤى والاستفادة، ما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة، وفي هذا الإطار تم إبرام اتفاقات تعاون مع جامعات أميركية، وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية، ومنها: برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية بالتعاون مع جامعة (بيركلي - كاليفونيا)، ومركز عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية بجامعة ابن تيمية بالهند، ومركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم العربية والإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، إلى جانب مركز تعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو»، كما شمل التعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية، والتعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وآخر مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وحققت المؤسسة نجاحات متوالية خلال الأعوام الأخيرة، كانت بمثابة مواصلة عطاء وتحديث برامج بعد رحيل مؤسسها، ومن تلك النجاحات وضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج الإسكان الخيري، إذ أكملت المؤسسة برنامجها للإسكان الخيري الذي انطلق في عام 1421ه بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في العديد من مناطق المملكة، وفقاً لآلية تعاون وتكامل مع إمارات المناطق المستهدفة، واستهدف هذا البرنامج إقامة مجمعات عمرانية تتوافر بها المرافق والخدمات، ما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم، ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. وبرنامج الإسكان الخيري شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته نحو 1246 وحدة سكنية في 19 موقعاً بكلفة نحو 400 مليون ريال، وتحقق بأعلى قدر ممكن من الجدوى سواء على صعيد أهدافه الاجتماعية أم التنموية الحضارية، ونجح في استيعاب مئات الأسر في العديد من مناطق ومدن المملكة، وبات هذا البرنامج نموذجاً للتنمية المستدامة التي تعني بالإنسان والبيئة المعيشية والخدمات الحياتية الضرورية. وتفوقت المؤسسة في مجال الرعاية الصحية، إذ برز دور مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية على مدى السنوات الماضية وتواصل المدينة تقديم خدماتها للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة في أقسامها ومراكزها المتعددة، إذ وصلت الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 511 سريراً. ويعد مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية ضمن مشاريع عدة لتطوير منظومة الخدمات في المدينة، الأمر الذي يؤكد حرص مجلس أمناء المؤسسة على الالتزام بحمل رسالة المؤسس، وتنفيذ رؤيته الشاملة للمؤسسة كصرح إنساني أنشئ لمساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم. كما يعد مركز الأطراف الصناعية الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وهو تتويجاً لنجاحات المدينة ولدورها في تطوير الرعاية العلاجية في المملكة، فمن خلال تلمس حاجات المرضى، ووفقاً للخطة الاستراتيجية للمدينة حرصت المؤسسة على توطين التقنيات الحديثة التي يحتاج إليها المرضى، ومن ذلك إقرار مشروع إنشاء مركز نموذجي للأطراف الصناعية روعي من خلاله التركيز على الاستفادة من مستجدات التقنية، وأن يتم توفير الأجهزة المتقدمة في هذا القطاع، إذ تم تجهيز وتصميم المركز وفق أفضل المعايير والمتطلبات الهندسية، وبحسب توصيات الشركات الألمانية الرائدة في هذا المجال، كما تم تزويده بأحدث التقنيات المتقدمة في القياسات والتصنيع والتركيب للأطراف المتقدمة، ومنها الأطراف الإلكترونية فائقة الدقة. وهذه الجائزة تجسد ريادة المؤسسة ودورها التنموي محلياً وعالمياً، كما أن تواصل الجائزة على مدى سبع دورات أمر يجسد مكانتها العلمية الدولية وتنامي دورها، ومدى التفاعل المميز مع أهدافها سواء على الصعيد البحثي أم على صعيد الابتكارات العلمية التي تسهم في مواجهة خطر ندرة المياه، وتحظى الجائزة برعاية ودعم الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الجائزة.