رسخ الهجوم الأخير الذي تعرض له رتل أمني تابع للشرطة شرق القاهرة العلاقة بين حركة «حسم» الإرهابية وقطاع في جماعة «الإخوان المسلمين» مناصر للقيادي فيها محمد كمال، الذي أسس «لجان العمليات النوعية»، وقُتل في مواجهة مع قوات الأمن في منتصف العام الماضي. وتبنت حركة «حسم» الهجوم، وقالت إنه أول عملية تنفذها «فرقة العمليات الخاصة» في الحركة، التي ولدت من رحم فصيل محمد كمال، وتبنت هجمات عدة في العاصمة. واحتفت قيادات في فصيل كمال، الذي انشق عن الجماعة وأعلن هيكلاً جديداً لها، بالهجوم، ودعت إلى مزيد من الهجمات. وروج عدد منهم على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن نهج المقاومة المُسلحة، وضرورة التخلي عن السلمية، وأشادوا بعناصر «حسم» و «لواء الثورة». وقُتل ضابطان وأمين في الشرطة وجُرح 5 آخرون في الهجوم الذي نفذه مسلحون يستقلون سيارتين عند أطراف العاصمة. أما «لواء الثورة» تنظيم ولد أيضاً من رحم فصيل كمال، لكن الأمن المصري يعتقد بأن الحركتين عبارة عن تنظيم واحد، يُعلن اسمين مختلفين في إطار تضليل قوات الأمن. وقال القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم ل «الحياة» إن تلك التنظيمات تضم شباباً من جماعة «الإخوان» تأثروا بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، وبسبب الأزمة التي ضربت الجماعة وعدم قدرتها على التأثير في شبابها، جنح هؤلاء إلى العمل المسلح. وأوضح أن توجههم لقى هوى بعض القيادات التي شجعته. وأضاف أن حالة السيولة التي ضربت الحركة الإسلامية في أعقاب ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، سببت هذا الخلط بين التنظيمات، بعد أن تلاشت الفواصل بين ثوابت تلك الحركات. في غضون ذلك، قررت محكمة جنايات الجيزة أمس، إرجاء محاكمة 44 متهماً ب «الإرهاب» إلى السبت المقبل، في قضية «تنظيم أجناد مصر»، الذي استوطن مسلحوه مناطق عشوائية في مدينة الجيزة، وقُتل قائده همام عطية في مواجهات مع الأمن في حي فيصل المكتظ بالسكان، في 2014، تم بعدها تفكيك التنظيم. وأرجأت محكمة جنايات في الإسماعيلية المُطلة على قناة السويس محاكمة 89 من أنصار جماعة الإخوان إلى جلسة 4 تموز (يوليو) المقبل، بتهم من بينها العنف والتخطيط لاستهداف منشآت خدمية في الدولة. وقالت النيابة إن الموقوفين أسسوا خلايا عنقودية بهدف تعطيل مؤسسات الدولة، عبر تدمير البنية التحتية من شبكة طرق وكهرباء ومحطات نقل المياه. من جهة أخرى، حذر مرصد «الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» التابع لدار الإفتاء المصرية من تعاظم خطورة تنظيم «داعش» في ليبيا وشدد على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة تمدد التنظيم الإرهابي في الدولة الجارة لمصر.