استهدف تفجير بسيارة مفخخة مقراً ل «الحكومة الموقتة» التابعة للمعارضة السورية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي أمس، فيما فرض تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي - العربي سيطرته شبه الكاملة على بقية أرجاء مدينة الطبقة، في خطوة مهمة تدخل في إطار خطة عزل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة التي تبعد قرابة 40 كلم شرق الطبقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن خمسة أشخاص بينهم عنصر من «الشرطة الحرة» قُتلوا بتفجير ضرب صباح أمس مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية - التركية، مشيراً إلى أن عدد الضحايا قابل للارتفاع نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة. وأوضح أن التفجير ضرب منطقة المركز الثقافي قرب مسجد الميتم، وأنه نجم على الأرجح عن تفجير سيارة مفخخة استهدفت المنطقة التي يوجد فيها كذلك مقر ل «الحكومة الموقتة المعارضة» وللمجلس المحلي. وقال الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» ومقره تركيا، أحمد رمضان، ل «رويترز» عبر الهاتف: «انفجرت سيارة مفخخة أمام مقر للحكومة الموقتة». وأضاف أن أحد القتلى حارس، وألقى باللوم في الهجوم على تنظيم «داعش». وقال: «الهجوم كان استهدافاً مباشراً للحكومة لأن هذا المقر يضم أقساماً لوزارات ومجالس محلية عدة». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الانفجار. وتقوم الحكومة الموقتة المعارضة المتحالفة مع «الائتلاف الوطني السوري» بأعمال حكومية فنية وإدارية من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سورية. ويشارك أعضاء في «الائتلاف» في «الهيئة العليا للمفاوضات» وهي كيان المعارضة السورية الرئيسي، والذي يمثل كلاً من الجماعات السياسية والجماعات المسلحة، وفق ما أشارت «رويترز». وفي محافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، ذكر «المرصد» أن ستة أشخاص قُتلوا في ضربات جوية استهدفت مدينة الطبقة في الريف الغربي، في حين شهدت ساعات الليل اشتباكات عنيفة في محيط قرية الصفصافة بالريف الشرقي للطبقة، بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، إثر هجوم شنّه الطرف الأخير على المنطقة «في محاولة للتقدم وإيقاع خسائر بشرية في صفوف قوات سورية الديموقراطية التي تمكنت مساء الثلثاء من فرض سيطرتها في شكل شبه كامل على مدينة الطبقة عقب تراجع التنظيم من مزيد من المناطق وبات محصوراً في الحي الأول من «مدينة الثورة» وفي سد الفرات المحاذي لها. ولفت «المرصد» إلى أن تحالف «سورية الديموقراطية» سيطر مساء الثلثاء على الحي الثاني وكان يحاول إكمال سيطرته على الحي الأول وعلى سد الفرات المجاور، وبذلك يكون هذا التحالف العربي - الكردي المدعوم من الأميركيين قد أكمل سيطرته على كامل مدينة الطبقة بعد 42 يوماً من انتقال المعارك إلى الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الغربي، عقب عملية إنزال وهجوم عبر الزوارق نفذتهما قوات أميركية وقوات من «سورية الديموقراطية» في آذار (مارس) الماضي. ورجّح «المرصد» أن المفاوضين الذين كانوا يحاولون إقناع «سورية الديموقراطية» بفتح ممر آمن ل «داعش» لإخلاء الطبقة وصلوا بالفعل إلى «توافق» يسمح لعناصر التنظيم المتبقين في الطبقة بالانسحاب نحو مدينة الرقة «على أن يكون الانسحاب عبر طريق محاذ لضفة نهر الفرات، ومن ثم التوجه نحو مدينة الرقة» عاصمة «داعش» المفترضة في سورية. وفي محافظة حمص (وسط)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور قرية كيسين بريف حمص الشمالي، في حين تجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وبين «داعش» على محاور في محيط صوامع تدمر ومحيط حقل شاعر في باديتي تدمر الشرقية والغربية، «وسط قصف متبادل بين طرفي القتال». أما «الإعلام الحربي» ل «حزب الله» الموالي للحكومة السورية فتحدث عن «مواجهات عنيفة» بين «الجيش السوري وحلفائه» وعناصر «داعش» في جبال الشومرية شرق حمص «انتهت بسيطرة الجيش عليها». وأوضح أن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا قبل يومين على سلسلة جبال الشومرية المهمة، لكن «داعش» شن هجوماً مضاداً بهدف استرجاعها، إلا أن التنظيم فشل في محاولته. ولفت «الإعلام الحربي» إلى أن الجيش السوري سيطر على السلسلة كلها «بعمق 9 كلم وعرض 13 كلم». وفي محافظة حماة المجاورة، أشار «المرصد» إلى أن الطائرات الحربية والمروحية شنّت غارات على محيط بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، فيما تعرضت قرية الزلاقيات القريبة لقصف من القوات النظامية بالقذائف المدفعية والصاروخية، بالتزامن مع قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على قرية لطمين. وفي محافظة درعا (جنوب)، قال «المرصد» أن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس على طريق الكرك الشرقي – المسيفرة بريف درعا الشرقي، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص. وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلثاء مقتل «مستشار» عسكري روسي في سورية، وأوضحت أن أليكسي بوتشيلنيكوف كان ضمن مجموعة تدرّب وحدات المدفعية في القوات الحكومية السورية.