في هجوم هو الثاني من نوعه في كابول خلال أسابيع، تبنى تنظيم «داعش» تفجيراً انتحارياً قرب السفارة الأميركية في كابول أمس، ما أسفر عن قتل ثمانية مدنيين وإصابة 28 على الأقل بجروح من بينهم ثلاثة جنود أميركيين. واستهدف الهجوم رتل مدرعات تستخدمها مهمة «الدعم الحازم» التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. وكان تنظيم «داعش» الذي ينسب نفسه الى ما يسمى ولاية خرسان، تبنى قبل شهرين هجوماً على المستشفى العسكري في كابول. وأفادت مصادر أفغانية رسمية بأن انتحارياً قاد سيارة مفخخة صدم بها الرتل الذي يعتقد أنه يقل جنوداً أميركيين وهو يغادر القاعدة العسكرية الرئيسية للقوات الدولية في العاصمة الأفغانية. وقال شهود في منطقة مكروريان حيث وقع الهجوم في ساعة الذروة الصباحية إن المنطقة كانت تعج بالمارة وسط حركة السير والازدحام لدى وقوع الانفجار. وأشار بيان للقوات الدولية في أفغانستان الى أن العربات في الرتل لم تصب بأضرار كبيرة، كونها من النوع المضاد للألغام ومصفحة بشكل ثقيل يجعل من الصعب إعطابها أو إصابتها بشكل فعال في مثل هذه الهجمات. ويأتي الهجوم بعد أيام من إعلان حركة «طالبان» المناوئة للحكومة الأفغانية بدء عمليات الربيع والصيف في أفغانستان، كما يأتي بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة الأفغانية عن اشتباكات دامية بين مقاتلي تنظيم «داعش» وحركة «طالبان» في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان. في غضون ذلك، أعلن المفتش العام لإعادة بناء أفغانستان التابع للأمم المتحدة في كابول أن عدد قتلى القوات الأفغانية خلال أول شهرين من هذا العام ارتفع بشكل مخيف. ونشرت مؤسسة أميركية تقريراً عن مقتل 807 جنود أفغان وجرح 1328 آخرين خلال الشهرين الأولين من هذا العام. وأفاد التقرير الدولي بأن أفغانستان تعيش سنة دامية بشكل كبير وأن أعداد القوات الأفغانية التي تسقط في القتال ضد «طالبان» وغيرهم من المسلحين مخيفة ومرتفعة جداً. ورصد التقرير الفترة ما بين مطلع العام الحالي إلى الرابع والعشرين من شباط (فبراير) الماضي، واعتمد على ما تورده القوات الأميركية عن عملياتها، اذ تختلف أرقامها عما تقدمه الحكومة الأفغانية. وحذر مكتب المفتش العام لإعادة بناء أفغانستان من سنة دامية وإمكان تضاعف عدد القتلى بخاصة أن عمليات الربيع والصيف بدأت منذ أسبوع سبقها الهجوم على مقر الفيلق الشمالي في مزار الشريف حيث قتل حوالى 140 جندياً وضابطاً في الخدمة. ولفت التقرير الى ان عدد قتلى الشرطة والقوات الأفغانية في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، وصل إلى 6785 فرداً فيما وصل عدد القتلى المدنيين إلى 3500 شخص وقارب عدد الجرحى ثمانية آلاف شخص. وأشار التقرير الى انه خلال الفترة بين كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) من العام الحالي، قتل 715 مدنياً وجُرح 1466 آخرون.