50 ألف فرصة عمل جديدة، كان هذا الرقم كفيلاً بأن يثير اهتمام أحد الشبان العاطلين عن العمل في محافظة الليث، ويدفعه بقوة لتصفح خبر تدشين المشاريع السياحية الجديدة التي ستحتضنها محافظتا الليث والقنفذة التابعتان لمنطقة مكةالمكرمة، مؤكداً أن هذا الرقم لو تم تفعيله صدقاً فإن نهضة تنموية كبرى وغير مسبوقة في انتظار أبناء هذه المنطقة خلال الأعوام القليلة المقبلة فقط. وتردد الشاب أحمد الكرساوي كثيراً وهو يتفحص بعينيه الرقم المعلن عن فرص العمل، ليتأكد من صحته، قبل أن يشدد على أن هذه معجزة جديدة لو تحققت. وقال ل «الحياة»: «أعتقد أن أبناء قريتي العاطلين عن العمل لايتجاوزون ربع هذا الرقم، ما يعني أن كل العاطلين عن العمل في قريتي وفي جميع قرى المحافظة سيعملون، ولن يبقى أحد من دون عمل، إنها فعلاً معجزة لو تحققت فعلاً، خصوصاً أننا في زمن لا تجد فيه فرصة التقدم إلى الوظيفة، فما بالك بالوصول إلى الوظيفة نفسها». وجاء الإعلان الأخير الذي تبناه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وهو يعلن رسمياً إنشاء واجهات بحرية وميناء بحري لهذه المدينة الهادئة (الليث)، إضافةً إلى أنها ستشهد إنشاء مدينة صناعية تصنع المواد الغذائية وتصدرها، فضلاً عن متنزهات سحرية وملاه ومطاعم تنام جميعها على شاطئ البحر الأحمر. من جانبه، لفت أحد ملاك العقار ورجال الأعمال في المحافظة متعب يحيى العيافي إلى أن «لؤلؤة البحر الأحمر»، وهو مصطلح يحب أهالي المحافظة أن يطلقوه عليها، موعودة بسحر مختلف عن كل ما مضى، وبسيل من القفزات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتنموية المختلفة، مشيراً إلى أن كل هذه المشاريع سينتج منها خلق بيئة خلابة وأخاذة وجالبة للمستثمرين في الوقت نفسه. وقال ل «الحياة»: «مر من الزمن ما يكفي، وحان الوقت لإعادة استنهاض هذه المدينة الهادئة، وشحذ طاقتها وهمم أبنائها، لكشف منابع سحرها، والاستفادة من مقوماتها السياحية الكبيرة التي لو وجدت في مدينة أخرى لأصبحت الآن في وضع اقتصادي وتنموي مخالف للموجود الآن في الليث»، مشدداً على أن كل العوامل المساعدة على النجاح موجودة في المحافظة، ولا تحتاج إلا لتوجيه وتحريك فقط. واللافت للانتباه أن خطة التطوير التي أعلنتها هيئة السياحة بخصوص محافظة الليث ركزت على تطوير ثلاثة مواقع رئيسة، هي جزيرة جبل الليث، وشاطئ الليث، ومنطقة المجيرمة على الرغم من بعد هذه الأخيرة عن موقع المحافظة الرئيس، وبعدها أيضاً عن الحراك الاقتصادي والاستثماري الذي يتركز وسط المحافظة، لكنها ستعمل على خلق بيئة أخرى مساندة لها، إضافةً إلى أنها ستكون أقرب لسكان محافظة جدة الراغبين في الاستمتاع بمقومات هذه المنطقة التي اشتهرت منذ زمن بعيد بأنها موطن خصب لرواد وهواة صيد الصقور. بدوره، أكد القاص والباحث المهتم بتاريخ المحافظة الساحلية سعيد الكرساوي أن جزيرة جبل الليث كانت ولا تزال مهوى أفئدة كثير من الزائرين والمكتشفين الغرب والعرب نظير ما تحمله الجزيرة من أسرار وقصص ومواقع أثرية قديمة. وقال ل «الحياة»: «هذه الجزيرة تقع خلف الجبل مباشرةً، و مساحتها لا تزيد على 5000 متر ويفصلها عنه ممر مائي يعرف عند البحارة القدماء بالخور، وتوجد بها آثار لصخور مرجانية مكسرة على التربة الرملية الناعمة، إضافةً إلى آثار لمقبرة قديمة ومساكن مهدمة للصيادين القدامى الذين كانوا يتوافدون على هذه الجزيرة منذ القدم». ولمح إلى أن المشاريع الجديدة ستسهم في كشف جزر أخرى تتمتع بها المحافظة، كما أنها ستعمل على تحريك القوة الاقتصادية داخلها، وستدفع إلى مزيد من رجال الأعمال والمستثمرين على القدوم إلى المحافظة والاستثمار فيها وعلى شواطئها، فضلاً عن تشجيعها لعدد أكبر من الزوار والسياح للقدوم إليها بهدف التعرف عليها وعلى مفاتنها الساحرة.