احتدمت المواجهة بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ورموز المعارضة اليمينية الموالية للغرب، بعدما تقدم عدد منهم بدعوى قضائية ضد بوتين، بالتزامن مع هجوم لاذع عليه، شنه المالك السابق لعملاق الغاز الطبيعي «يوكوس» ميخائيل خودوركوفسكي من السجن حيث يقضي فترة عقوبة بعد إدانته بالاختلاس. وفي تطور هو الأول من نوعه في روسيا، أعلن ثلاثة من زعماء المعارضة اليمينية في روسيا هم بوريس نيمتسوف وفلاديمير ريجكوف وفلاديمير ميلوف أنهم أقاموا دعوى قضائية ضد الرجل الأقوى في روسيا، اتهموه فيها بالقذف والسب العلني. وقال نيمتسوف أن المدعين طالبوا بوتين بدفع تعويض مالي قدره مليون روبل (نحو ثلاثين ألف دولار)، موضحاً أن هذا المبلغ سوف يستخدم في حال ربحوا القضية في كشف «فساد متفش في الدوائر القريبة من بوتين». وكان رئيس الوزراء شن هجوماً عنيفاً على رموز المعارضة اليمينية خلال حديث مفتوح مع الجمهور الروسي قبل أيام واتهمهم بأنه «نهبوا روسيا وراكموا ثروات خرافية» خلال فترات الخصخصة العشوائية والفوضى التي ضربت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، مضيفاً أنهم «الآن يريدون العودة (لتولي السلطة) رغبة في مواصلة سرقة البلاد، وإذا سمحنا لهم بذلك سوف يبيعون روسيا كلها هذه المرة». ولم يتردد بوتين خلال حديثه في تحديد أسماء الزعماء اليمينيين الثلاثة الذيم تولوا في السابق مناصب رفيعة في الحكومة والبرلمان، ويستعدون حالياً، لتشكيل حزب موحد للمعارضة اليمينية وأعلنوا أنهم سوف يتقدمون بمرشح أيضاً لانتخابات الرئاسة في عام 2012. وتعاني المعارضة الروسية من الانقسام وضعف التأييد في الشارع. وكان حزب «اتحاد قوى اليمين» الذي قاده نيمتسوف حصل على واحد في المئة من الأصوات في انتخابات الهيئة الاشتراعية في عام 2007. ... وسجال مع خودوركوفسكي وتزامن التطور مع هجوم عنيف اللهجة على بوتين، شنه خودوركوفسكي الذي كان أغنى رجل في روسيا قبل أن يحاكم ويسجن لإدانته بالاختلاس والتهرب الضريبي، إذ أشار في مقالة نشرتها أمس، صحيفة «نيزتفيسيمايا غازيتا» الروسية إلى أنه «يشعر بالشفقة على بوتين» ويود لو أن العام المقبل «جلب له محبة المواطنين بدلاً من محبة الكلاب وحدها» في إشارة إلى تعلق بوتين بكلبته. واعتبر خودوركوفسكي أن بوتين قاد البلاد إلى حكم بوليسي وتراجع عن طريق الديموقراطية وان عهده شهد تصاعد معدلات الفساد الى مستويات غير مسبوقة. وجاء كلام خودوركوفسكي رداً على تصريح أطلقه بوتين في الحديث ذاته أمام الجمهور الروسي اعتبر فيه «أن اللص يجب أن يبقى في السجن»، وقال إن خودوركوفسكي سرق أموال الشعب الروسي وعليه أن يقضي فترة عقوبته كاملة. اللافت أن حديث بوتين آنذاك فسر باعتباره محاولة للضغط على القضاء الذي ينظر حالياً، في قضية أخرى ضد خودوركوفسكي يحتمل في حال صدر حكم جديد فيها أن يقضي الرجل سنوات إضافية طويلة في السجن. وأثار الانتباه دخول الرئيس ديمتري ميدفيديف أمس على خط هذه القضية في تطور نادر يعكس تصاعد تباين مواقفه مع بوتين حيال ملفات عدة، إذا قال أنه «لا يحق لأي كان مهما كان منصبه في الدولة أن يعلق على مجرى قضية ينظر القضاء فيها ولم يقل بعد الكلمة الفصل في شأنها». ولاحظ مراقبون أن ميدفيديف وبوتين تبادلا خلال الفترة الأخيرة، تصريحات عدة تعكس تباعد مواقفهما على رغم حرصهما على إظهار أن مستوى التنسيق بينهما لم يتراجع.