نظم عمال وناشطون مسيرات في دول كثيرة، طالبت برفع رواتبهم وبتحسين ظروف عملهم، في اليوم العالمي للعمال، والذي شهد صدامات وتوقيفات في تركيا. وأطلقت الشرطة التركية غازاً مسيلاً للدموع ورصاصاً مطاطياً لفضّ تظاهرة مناهضة للحكومة حاولت الوصول إلى ساحة «تقسيم» وسط إسطنبول، وأوقفت 207 أشخاص. وهتف محتجون: «»تقسيم لنا وستبقى كذلك». ونشرت السلطات أكثر من 30 ألف شرطي ورجل أمن في أسطنبول أمس، إذ منعت إحياء عيد العمال للسنة الثالثة توالياً. وسمحت فقط لمجموعات محدودة من ممثلي نقابات عمالية بوضع أكاليل زهور على نصب تذكاري هناك. وكانت احتفالات عيد العمال تُنظم في «تقسيم» حتى العام 1977 الذي شهد مقتل 34 شخصاً، في احتجاجات عُرفت ب «عيد العمال الدموي». وأُعيد فتح الساحة أمام الاحتفالات أواخر العقد الماضي، لكن السلطات حظّرتها مجدداً عام 2013. في إسبانيا، نظمت نقابتان عماليتان بارزتان مسيرات في أكثر من 70 مدينة، بينها العاصمة مدريد وبرشلونة وإشبيلية وفالنسيا، تحت شعار «لا مزيد من الأعذار». وطالبت النقابتان الحكومة اليمينية بالتراجع عن إصلاحات خفّضت التعويضات على طرد العمال، وبرفع الأجور ومعاشات التقاعد. وخلال حكم رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي، انتعش الاقتصاد الإسباني وانخفضت البطالة من 27 في المئة عام 2013 إلى 19 في المئة، لكن هذه النسبة ما زالت ثاني أعلى معدل بطالة في دول للاتحاد الأوروبي، وراء اليونان. وشكر راخوي عمال إسبانيا، إذ على موقع «تويتر»: «أقدّر مساهمتكم في الانتعاش الاقتصادي، وتعمل الحكومة على إيجاد مزيد من الوظائف وتحسينها». وتجمّع آلاف من المتظاهرين أمام البرلمان اليوناني في أثينا، فيما نظمت نقابات مسيرتين ضخمتين في العاصمة، علماً أن أبرز نقابة عمالية في البلاد دعت إلى إضراب عام في 17 الشهر الجاري، احتجاجاً على حزمة تقشف. في بنغلادش، تجمّع آلاف من عمال صناعة الملابس، مطالبين بتحسين أجورهم وبحماية قانونية. ويعمل حوالى 4 ملايين شخص في صناعة الملابس في البلاد، وهي ثاني أضخم صناعة في العالم، إذ تضمّ نحو 4000 مصنع وتجني 25 بليون دولار سنوياً من الصادرات، خصوصاً إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا. لكن ظروف العمل صعبة جداً في أحيان كثيرة، إذ شهدت حوادث أوقعت عشرات القتلى. وشارك أكثر من مئة ألف عامل روسي، في مسيرة اتجهت إلى الساحة الحمراء في موسكو، رافعين أعلاماً وبالونات ولافتات. وقاد رئيس بلدية موسكو ومسؤولون آخرون مجموعات ضخمة من الأشخاص، حملوا أعلاماً روسية وأعلام حزب «روسياالمتحدة» الحاكم. وعيد العمال في روسيا عطلة رسمية، ولا ينتهزه العمال لإثارة ملفات اجتماعية أو مشكلات خاصة. وفي الولاياتالمتحدة، قادت نقابات عمالية وجماعات مدافعة عن المهاجرين تجمّعات حاشدة لمناسبة عيد العمال، لا سيّما أن شركات يديرها مهاجرون أغلقت أبوابها، كلياً أو جزئياً، احتجاجاً على الإجراءات التي تتخذها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد المهاجرين غير الشرعيين. وقال خايمي كونتريراس، نائب رئيس نقابة العمال في قطاع الخدمات التي تمثّل عمال النظافة وآخرين في 11 ولاية: «السياسات التي يحاول هذا الرئيس تطبيقها مهينة. هذه دولة مهاجرين وتفرقة العائلات المهاجرة بعضها عن بعض بسبب وضعها المتعلّق بالهجرة، يتنافى مع ما نحبّه في هذه البلد الرائع». في المقابل، نظم مؤيّدون لترامب مسيرات، ل «تشجيع المحافظين». ونظم عمال وناشطون تجمّعات ومسيرات في عيد العمال، في تايوانوكمبوديا والفيليبين. وطالب المتظاهرون في كمبوديا برفع الحد الأدنى للأجور، من 153 إلى 208 دولارات.