موسكو - يو بي أي - اعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان روسيا مستعدة للتعاون مع اليابان في العديد من المجالات لكنها لن تتخلى عن مجموعة جزر الكوريل المتنازع عليها مع طوكيو. ونقلت وسائل الإعلام الروسية إعراب ميدفيديف اليوم الجمعة في مقابلة مع المدراء العامين لقنوات التلفزة الفدرالية الروسية الرئيسية الثلاث عن أسفه لرد فعل اليابان على زيارته مؤخراً إلى جزر الكوريل، واستدعاء سفيرها من موسكو، قائلاً انه "أمر مؤسف أن أكون السبب في تجميد العمل السياسي للسفير الياباني لأنني لم أقصد ذلك أبداُ". وشدد على ان جزر الكوريل الجنوبية، المتنازع عليها مع اليابان، هي أرض روسية. ورأى ميدفيديف ان على أجهزة الأمن الروسي أن تتماشى مع تطور اقتصاد البلاد ومجتمعها. وقال "شرطتنا وملامحها وقوانينها أتت من الماضي السوفياتي حين كنا نعيش وضعاً مختلفاً عما هو الآن ونتعاون مع مجتمع آخر ونواجه عدداً أقل من المشاكل والإمكانات، ولذلك فإن على أجهزة الأمن الروسي أن تتماشى مع اقتصاد البلاد ومجتمعها كما يجب أن تتماشى القوانين مع وقتنا الراهن". وأضاف ميدفيديف "لهذا السبب بالذات اعتبرت انه من الضروري تغيير رمز مع تغيير القوانين ونظام التمويل وقاعدة العمل". وأعرب عن دعمه لجهود وزارة الدفاع التي تمارس "نهجا يرمي إلى تطوير القوات المسلحة". وقال "تبذل وزارة الدفاع جهوداً كبيرة، وبالطبع تخطئ شأنها شأن أية وزارة كبيرة لكنها تمارس بشكل عام سياسة وافق عليها القائد الأعلى وتكمن هذه السياسة في جعل الجيش قادراً على خوض الحرب". وأضاف "بقى جيشنا وشرطتنا للاسف سوفيتياً، ليس لأن الجيش السوفياتي كان سيئاً بل لأن الزمان تغير والبلاد والمهام تغيرت ولا بد من إصلاح الجيش، ويهدف هذا الإصلاح إلى تغيير تعداده وتقليص عدد الضباط وزيادة الرواتب". وأكد مدفيديف مجدداً ان روسيا ستعترف في المستقبل بالجنسية الروسية لعناصر الاستخبارات في حال فضحهم في خارج البلاد. وأشار إلى ان البلاد ستستمر في مساندة المنتسبين إلى الاستخبارات الروسية في الخارج وإثبات جنسيتهم الروسية عند وقوعهم في أوضاع صعبة وكشف أمرهم. وقال ان "هؤلاء الموظفين، هم، قبل كل شيء، من مواطني روسيا الاتحادية"، مضيفاً انه أكد خلال حضوره مراسم الاحتفال بذكرى تأسيس الاستخبارات الخارجية الروسية مؤخراً ان الدولة "ستقف إلى جانب هؤلاء الرجال والنساء سواء كانوا عملاء شرعيين أم لا، في حال وقوعهم في أوضاع معقدة، لأنهم أشخاص يدافعون عن مصالح روسيا". وأكد ميدفيديف في الوقت عينه على ضرورة أخذ العبر من حادثة قبض السلطات الأميركية على مجموعة من المواطنين الروس بتهمة التجسس لصالح روسيا، والتي انتهت إلى مبادلتهم بأربعة جواسيس كانوا يقضون عقوبة السجن في روسيا. وكان ميدفيديف وصف نظيره الأميركي باراك أوباما بالرجل المتحرر من التفكير النمطي الجامد، قائلاً انه شخص يفي بالوعود التي يقطعها ويسهل العمل والتعامل معه. وأعرب عن أمله بأن يحرص المجتمع الأميركي على مواصلة نهج "إعادة التشغيل" مع روسيا، وفي ألا تسيئ هزيمة الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس 'الى العلاقات الروسية الأميركية وألا تواجه تلك العلاقات مشاكل كبيرة". يذكر ان مصطلح "إعادة التشغيل" استخدم لأول مرة خلال لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بالوزيرة الجديدة للخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الذي عقد في آذار'مارس 2009 في جنيف وقد أهدت كلينتون في مستهل اللقاء وزير الخارجية الروسي زراً احمر كبيراً بصفته رمزاً لسعي الإدارة الأميركية إلى إعادة تشغيل العلاقات بين واشنطنوموسكو وقد ضغط كل من كلينتون ولافروف على هذا الزر وأطلقا بذلك عملية "إعادة التشغيل". وقال ميدفيديف انه لا يخشى ما ينشره موقع "ويكيليكس" من تسريبات، مؤكداً ان هذا الأمر لن يؤثر على العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة. واعتبر ان الرد على أعمال الشغب التي جرت مؤخراً في شوارع موسكو وغيرها من المدن الروسية يجب ألا يقتصر على الإجراءات البوليسية باستخدام القوة فقط. وأوضح ان الرد على هذه الأعمال يجب أن يكون منهجياً، مشدداً على ان من واجب الشرطة أن تعمل بصورة سريعة وفعالة ودقيقة ويمكن أن تلجأ عند اللزوم إلى استخدام الأساليب القوية في إطار القانون. واعتبر الرئيس الروسي ان التوقيع على معاهدة الأسلحة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة "ستارت2" هو من أهم الأحداث التي جرت خلال العام الحالي، مشيراً إلى ان هذه المعاهدة ستكون بمثابة حجر الأساس لضمان الأمن في العالم بما في ذلك في القارة الأوروبية خلال العقود المقبلة. من جهة أخرى، رأى ميدفيديف ان خروج روسيا من الأزمة الاقتصادية العالمية من أهم إنجازات البلاد في العام 2010. وذكر ان روسيا شهدت جملة أحداث هامة في العام 2010 في مقدمتها خمسة أحداث هي، خروجها من الأزمة المالية العالمية، ومكافحة الحرائق الطبيعية في البلاد الصيف الماضي ،وتوقيع معاهدة "ستارت2" والاحتفال بالذكرى ال65 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، ووضع رعاية الطفولة في قائمة أولويات الدولة. وأعرب ميدفيديف عن اعتقاده بأن روسيا تسير "مباشرة باتجاه الديمقراطية" داعياً المعارضة إلى لعب دور أكثر نشاطاً في العملية السياسية. وشدد على ضرورة ألا تقف روسيا عند ما أنجزته وأن تعيش على الاستقرار الذي وصلت إليه، بل أن تكون هناك نزعة دائمة ورغبة بالقيام بشيء ما.