نشطت وساطة غربية بين نظام الرئيس السوداني عمر البشير وتحالف قوى «نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، لإجراء جولة حوار وطني ثانية بعدما انتهت الأولى إلى اتفاق على تشكيل «حكومة وفاق وطني» بين 116 حزباً وحركة مسلحة. وأعلن الرئيس عمر البشير في مستهل أعمال مؤتمر الحزب الحاكم الجمعة، التزامه بمتطلبات المرحلة الثانية من الحوار، ودعا المعارضين للحوار إلى الالتحاق بهذا المسعى. وعلمت «الحياة» أن مسؤولين من دول الاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا، أجروا اتصالات في الخرطوم مع قوى سياسية في الحكم والمعارضة، ومشاورات غير معلنة مع حركات مسلحة في عواصم أفريقية، لاستضافة لقاء في برلين لتقريب مواقف الفرقاء السودانيين نحو تسوية تشمل القوى التي لم تشارك في طاولة الحوار الوطني التي اختتمت في الخرطوم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. كما بدأ ممثلون لرئيس فريق الوساطة ثابو مبيكي مشاورات في الخرطوم مع مسؤولي الحكومة والمعارضة السودانية حول مسار المفاوضات وعملية السلام في أديس أبابا والحوار الوطني. وتأتي المشاورات بعد محادثات عقدتها الوساطة الأفريقية في أديس أبابا مع متمردي «الحركة الشعبية- الشمال». وباشر مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى الخرطوم السفير محمود كان ومبعوث الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) وليسان جوهانس لقاءات مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، وتحالف «قوى المستقبل». وقال الناطق باسم «قوى المستقبل» حسن محمد إبراهيم أن كان ويوهانس، ناقشا مع رئيس التحالف غازي صلاح الدين العتباني، مواقف القوى السياسية»، موضحاً أن العتباني قدم اقتراحات حول الحوار «ليكون حقيقياً ومحايداً». وفي أديس أبابا، أعلنت «الحركة الشعبية– الشمال»، إنها بحثت مع المسؤول عن ملف السودان في الخارجية الأميركية بول ستيفنس تحسينات طالبت بإدخالها على اقتراح واشنطن في الملف الإنساني في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر سيصل الخرطوم اليوم لدراسة مجهودات حل الأزمة الليبية. وأوضح الناطق باسم الخارجية السودانية قريب الله خضر في بيان أن المبعوث الأممي سيلتقى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور وعدداً من المسؤولين، لمناقشة الجهود التي يضطلع بها المبعوث من أجل التقريب بين الفرقاء الليبيين. واقترح السودان في أيار (مايو) الماضي إنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود بين السودان وليبيا، لمحاربة جماعة «بوكو حرام» والحد من تحركات متمردي في دارفور، وأعلنت الخرطوم أنها معنية بالدرجة الأولى بإعادة السلام والاستقرار في ليبيا. ويدعم السودان حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ويؤكد ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي هذه الحكومة. على صعيد آخر، أكد نائب الناطق باسم الجيش في دولة جنوب السودان العقيد سانتو دوميغ أن قيادة الجيش رفضت مطالب منظمات مجتمع مدني في البلاد بسحب القوات والميليشيات والدبابات التي تنتشر في شوارع العاصمة جوبا. وقال العقيد سانتو إن القوات والدبابات ستبقى حتى زوال التهديد الأمني، وذلك رداً على دعوة أكثر من 10 منظمات غير حكومية إلى خفض حال التأهب الأمني وسحب الميليشيات والقوات الحكومية من الشوارع وحل أي نزاع بالحوار الوطني. وتنتشر القوات والدبابات، والأسلحة والمدفعية الثقيلة في جوبا في كل الأماكن الرئيسة والمرافق الاستراتيجية، خصوصاً الوزارات والبرلمان والقصر الرئاسي والأسواق وضريح مؤسس «حزب الحركة الشعبية الحاكم في جوبا» جون قرنق. وأفاد شهود بأن دعوة المنظمات أتت بعد تحرش الجنود وعناصر الميليشيات بالمدنيين. ويعتقد مراقبون أن النظام في جوبا يشعر بتهديد أمني ومخاوف من احتجاجات بعد تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع والخدمات. إلى ذلك، أكدت ربيكا نياندينق أرملة الزعيم الراحل جون قرنق أنه لم يتم التشاور معها في شأن تعيينها في لجنة طاولة الحوار الوطني وأنها تلقت خبر تعيينها في اللجنة عبر وسائل الإعلام. وقالت المستشارة الرئاسية السابقة إنها ما زالت تبحث في ما يجب القيام به لإحلال السلام في البلاد، مؤكدة ضرورة أن يكون الحوار الوطني شاملاً لكل الأطراف المعنية. وأشارت إلى أن الحوار الحقيقي والمجدي هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الوضع الذي تمر به.