قصف الجيش الشعبي أمس، مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، ب4 صواريخ كاتيوشا، وذلك غداة تعثر مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة السودانية في أديس أبابا. وأفادت الحكومة المحلية بجنوب كردفان، أن الصواريخ سقطت خارج المدينة، وقال والي جنوب كردفان آدم الفكي: "إن القصف يشير إلى عدم رغبة الحركة الشعبية في إحلال السلام بجنوب كردفان"، مضيفا أن الجيش السوداني سيمضي في عمليات "الصيف الحاسم"، حتى موعد الجولة القادمة، بعد أن بادر المتمردون بالعمل العسكري عقب رفع المفاوضات. وفيما توعد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، في تصريحات سابقة بحسم المتمردين، قلل رئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار من أهمية تلك التصريحات، مشيرا إلى أن وفده وصل للتفاوض وهو في قمة انتصاراته العسكرية، كانت آخرها معارك تروجي في جنوب كردفان وملكن في النيل الأزرق. وقد توعد حزب المؤتمر الوطني المتمردين بالضغط العسكري لإرغامهم على قبول خيار السلام، وقال أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف، إن الحركة حضرت للمفاوضات وهي تضمر في نفسها إفشال الحوار خدمة لتحالفاتها التي لا علاقة لها بقضايا المنطقتين. من جهته، قطع رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان السوداني مالك عبدالله حسين، بسيطرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على الأوضاع بمسارح العمليات، واتهم قطاع الشمال بالتعنت وحمله مسؤولية تعليق المفاوضات. من ناحيته، اتهم القيادي بالحزب الحاكم عمار باشري، جهات أجنبية "لم يسمها" بعرقلة مفاوضات أديس أبابا، مؤكدا سيطرة القوات المسلحة على الأوضاع بمناطق القتال. فيما قال رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، إن الوساطة الأفريقية بذلت جهودا كبيرة للتقريب بين وفدي حكومة الخرطوم والحركة الشعبية "قطاع الشمال"، اللذين أنهيا جولة مفاوضات بأديس أبابا دون التوصل إلى اتفاق حول "أجندة الحوار". في سياق آخر، دعت الإدارة الأميركية، إلى وضع حد لأعمال العنف وإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق نهائي على وقف إطلاق النار بدولة جنوب السودان، بعدما اندلع القتال مرة أخرى بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، وأشارت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، إلى إدانة بلادها لفشل الطرفين في الالتزام ببنود الاتفاق ودعتهما لإنهاء أي إجراءات عسكرية تستهدف الطرف الآخر. كما أدان وزير الدولة في الخارجية البريطانية لشؤون أفريقيا مارك سيموندز، في تصريح صحفي "الانتهاك الخطير في وقف إطلاق النار"، داعيا حكومة جوبا وقوى المعارضة لوضع أسلحتهم على الفور.