اتهمت قوى المعارضة السودانية بشقيها المسلح والسياسي، الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو مبيكي، بالانحياز الى الخرطوم. وبررت رفضها التوقيع على «خريطة الطريق» للحل، بأنها تهدف الى إلحاق المعارضة بحوار يعيد إنتاج النظام والأزمة معاً. ووقعت الحكومة السودانية بشكل منفرد على «خريطة طريق» اقترحتها الوساطة الأفريقية التي تسعى إلى تقريب وجهات نظر الفرقاء السودانيين بخصوص قضيتي الحوار الوطني وإيقاف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور. وكانت محادثات دعت لها الوساطة الأفريقية، انطلقت في أديس أبابا، الجمعة الماضي، بمشاركة الحكومة السودانية و «الحركة الشعبية– الشمال» وحركتي «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم و «تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي، إلى جانب «حزب الأمة» بزعامة الصادق المهدي. وقال الناطق باسم تحالف «الجبهة الثورية» أسامة سعيد، إن قوى المعارضة رفضت «خريطة الطريق»، التي وقعتها الخرطوم والوساطة الأفريقية، وشدد على تبني المعارضة خيارات «إسقاط النظام، وتصعيد العمل العسكري في الجبهات كافة غرب السودان وشرقه وفي جنوب كردفان». واتهم سعيد الوساطة الأفريقية بأنها «منحازة إلى الحكومة السودانية»، واصفاً توقيعها على «خريطة الطريق» التي تمثل رؤية الحكومة، بأنه «أفقدها حيادها». في المقابل، اعتبر الوفد الحكومي «الخريطة» بداية سلام حقيقي ودائم، إذ أوضحت الطرق التي يمكن أن تسلك للوصول إلى سلام دائم فضلاً عن توضيح كيفية إلحاق الأطراف الممانعة بالحوار لتكون جزءاً منه. وجدد استعداد الحكومة لاستيعاب الأطراف الأخرى سياسياً وعسكرياً. ورأى عضو الوفد الحكومي أمين حسن عمر، أن «الحركة الشعبية» رفضت التوقيع لارتباطها بجنوب السودان، أما الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي، فرأى أن الاتفاق تضمن «خريطة» واضحة تنهي مشاكل السودان بوقف الحرب والعدائيات والمسائل الإجرائية لعملية الحوار والمسائل الإنسانية، ورجح أن توقع المعارضة على الخريطة بعد إكمال مشاوراتها.