برلين، لندن - «الحياة»، رويترز - بقي مصير شركة «أوبل» الألمانية لصناعة السيارات معلقاً أمس، بعد ان انتهت مفاوضات مكثفة لحمايتها من احتمال اضطرار «جنرال موتورز» الأميركية لإشهار إفلاسها، من دون الوصول إلى قرار. وقال وزراء ألمان لصحافيين بعد مفاوضات استمرت أكثر من 12 ساعة في برلين، ان معركة تقديم عروض لشراء «أوبل» اقتصرت على سباق بين «فيات» الإيطالية و«ماغنا» الكندية. لكنهم ألقوا اللوم على «جنرال موتورز» والخزانة الأميركية في الفشل في التوصل إلى اتفاق حتى على خطة لتصحيح أوضاع «أوبل» حتى يتم الاتفاق مع إحدى الشركتين اللتين تسعيان الى شرائها. وقال وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ: «تقدمنا بطلبات للخزانة الأميركية، ونتوقع ردوداً بحلول الجمعة (اليوم)، وسنحتاج إلى هذه الردود من أجل الاتفاق على خطة». وأضاف: «لا نتمتع بعد بالضمانات المطلوبة لنلتزم تصحيح الأوضاع المالية للشركة». وقد يستغرق اختيار مشتر وإبرام الصفقة بضعة شهور وهو وقت لا تملكه «أوبل» أو الحكومة الألمانية مع توقعات بأن تشهر «جنرال موتورز» إفلاسها في غضون أيام بعد فشل اقتراح بمبادلة سندات. ومن أجل إصلاح أوضاع «أوبل» المالية، جمعت ألمانيا مساعدات مقدارها 1.5 بليون يورو (2.1 بليون دولار)، لكنها ربطت هذه المساعدات بموافقة «جنرال موتورز» والحكومة الأميركية على خطة لحماية براءات الاختراع الخاصة ب «أوبل» وتكنولوجيتها من دائني «جنرال موتورز». وأمل وزير المال بير شتاينبروك بالتوصل إلى اتفاق اليوم لإنقاذ «أوبل». لكنه تحدث عن «مفاجآت وإحباطات» من جانب المفاوضين الأميركيين، موضحاً ان «جنرال موتورز» أعلنت أنها تحتاج إلى 300 مليون يورو كسيولة إضافية في الأجل القريب. وقال رئيس وزراء ولاية هيس حيث مقر «أوبل» رولاند كوش: «أعتقد ان بإمكاننا ان نقول بوضوح ان جزءاً كبيراً من مشاكل اليوم جاءت من أرقام جديدة أوردتها جنرال موتورز، وموقف تفاوضي غير مشجع من جانب الأميركيين والخزانة الأميركية». وأشار غوتنبرغ الى ان الإفلاس يظل خياراً مطروحاً ل«أوبل» إذا رفض المفاوضون الأميركيون الإصلاح. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل دعت إلى هذا الاجتماع للاتفاق على خطة لضمان بقاء «أوبل» لحين استكمال المفاوضات مع طالبي الشراء. ونقل موقع الإنترنت الخاص ب«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن تقارير لم يحددها، انسحاب إحدى الجهات الثلاث المتقدمة للشراء، وهي شركة الاستثمار الأميركية «ريبلوود القابضة»، تاركة بذلك فقط شركة «فيات» للسيارات وشركة «ماغنا» الكندية للتنافس على شراء «أوبل». وكانت الحكومة الأميركية حددت موعداً نهائياً ل«جنرال موتورز»، هو الأول من حزيران (يونيو) المقبل لكي تعيد الشركة هيكلتها أو تعلن إفلاسها رسمياً. ويُشار إلى ان رفض المساهمين في «جنرال موتورز» لخطط الشركة جعل من إعلان إفلاسها الخيار الأكثر احتمالاً.